ميثم العطواني
أثار انتباهي الحفل الذي أقامته مؤخرا رئيسة وزراء أسكتلندا وهي تضع بجانبها مقولة الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام "الناس صنفان اما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق"، هذه الحكمة التي جسدت معنى الإنسانية بكافة ابعادها، والعمل خلاف هذا المبدأ تسبب على أمتداد التاريخ في كوارث راح ضحيتها ملايين البشر تمثلت في حروب وصراعات بعيدة كل البعد عن الإنسانية، ولإسباب تتجسد في الكراهية والعنصرية، وما زالت مصالح الدول الكبرى التي هي من تدعي حقوق الإنسان تنتج المزيد من التجاهل لهذه الحقوق وتهدد العالم بالمزيد من الفوضى والانفلات نتيجة المخططات التي تنفذها لمصالحها الخاصة وتأجج الطوفان من أجلها، ولم تكن الحروب مشتعلة في كل مكان، والأسلحة الفتاكة تدمر البشرية ان كانت تلك الدول فعلا تعمل على تطبيق معايير حقوق الإنسان.
لم يعد التعايش السلمي مجرد مطلب شرعي تطالب به جميع الشعوب في كل بقاع العالم، بل هو من أهم ضرورات الحياة للعيش بأمن وأمان وأستقرار، إن لم تنادي الشعوب بهذا المطلب فأنها منزلقة حتما وجميعا بدون استثناء الى المصير المجهول، الى المستقبل الذي لا يحمد عقباه .
كما يقع على الشعوب لاسيما في الدول التي تدعي حقوق الإنسان مسؤولية ردع حكوماتها بشتى الوسائل والأساليب لتوظيف التكنولوجيا الحديثة في خدمة الإنسانية وليس للقتل والدمار .
يفترض ان تطبق مبادئ حقوق الإنسان على أرض الواقع لا ان تكون شعارات يرفعها مجلس الأمن الدولي وبقية المنظمات الدولية دون العمل بمقرراتها، كما يفترض أيضا لجم عنان الدول الكبرى التي تسيد نفسها على العالم دون وجهة حق، وبهذا تنعم الشعوب في أمن وأمان .
......................
https://telegram.me/buratha