علي الطويل
الازمة الاخيرة التي افتعلتها امريكا ضد الجمهورية الاسلامية والتي اتخذت طابع تصعيدي غير مسبوق ، كشفت الكثير من المواقف وازيل الغطاء عن كثير من الشخصيات والاحزاب _ على مستوى الاقليم الجغرافي او على مستوى العراق_ فالبعض غمرته فرحة المواقف الامريكية بين شامت بايران محفوفا بطائفية تجري في الشرايين ويحمل الحقد البعثي المتراكم ، والبعض الاخر يعتقد ان الجمهورية الاسلامية هي مصدر الخطر الدائم على مصالحه وسياسته ويفرح لاي خبر في الاضرار بهذه الجبهة ويصطف تلقائيا مع جانب الاستكبار العالمي ، وهؤلاء واولائك لايكادون يفقهون السياسة ولا يستقرأون الاحداث والشواهد ، فاندفعوا بشكل عاطفي مزاجي باتجاه الافصاح عن مواقفهم وقد استعجلوا كثيرا ، لان الامور سارت بغير الاتجاه الذي رغبوا به وبشكل سريع .
من جهتها امريكا واذنابها استخدموا اقصى مالديهم من حرب نفسية ضد جبهة ايران الاسلامية ومحور المقاومة في العالم الاسلامي ، الولايات المتحدة فيما يتعلق الامر بالعراق حاولت بشتى الوسائل زج اسم الحشد الشعبي في هذه الازمة فاخذت بالتصعيد الاعلامي ضد الحشد ، مرة تحذر الحشد من الوقوف مع الجمهورية الاسلامية وان اي تعرض للمصالح او القوات الامريكية في العراق سترد عليه امريكا بضرب الحشد ، ومرة تسرب اخبار اخلاء سفارتها من العاملين غير الضروريين بحجة وجود خطر وتهديد ، وهو امر ايحائي يشير باصابع الاتهام للحشد الشعبي ، ومرة اخرى تروج مع وسائل الاعلام الذيلية التابعة لها بان قاسم سليماني زار العراق واجتمع بفصائل الحشد لغرض التخطيط بكيفية العمل لو حصلت الحرب .
وهذا الامر فيه اهداف متعددة
.1 زج اسم الحشد في هذه الازمة للايحاء ان الحشد قوة غير عراقية وتأتمر باوامر الخارج ، ويحتوي الامر على تحريض قوى داخلية معارضة لوجود الحشد الشعبي .
2.محاولة فتح جبهات جديدة عبر الاستفزاز لغرض التخفيف من الخيبة التي شعروا بها جراء التحدي الكبير الذي واجهوه من جانب الجمهورية الاسلامية والذي اشعرهم بالذل امام هذا الصمود الكبير وعدم الانحناء.
3.تهويل الامور وتخويف الاطراف الاوربية والخليجية بان الخطر اكبر مما يتصورون وعليهم الوقوف مع امريكا لاجل الحصول على نتائج كبيرة جراء تشديد الحصار والضغط السياسي والنفسي ضد الجمهورية الاسلامية .ومن جهة اخرى ابتزاز السعودية والامارات لدفع اموال جديدة بحجة الخطر الكبير .
لقد منيت امريكا بهزيمة منكرة وسوف تتوالى هزائمها في قادم الايام ، ففي مقال سابق نوهنا الى ماسوف تتلقاه امريكا جراء موقفها المتجبر هذا وانها استخدمت اقصى ماعندها ولم يعد لديها ورقة تلعبها وان المنتصر هو الجمهورية الاسلامية . ولكن مايعنينا اليوم هو الموقف المتوازن والحكيم الذي ابداه الحشد الشعبي في التعامل مع الازمة ، اذ لم تستطع استفزازات امريكا ان تدفعه الى اتخاذ موقف متسرع او ردة فعل متسرعة ، وانما تعاملت فصائل المقاومة الاسلامية والحشد الشعبي بعنوانه الرسمي بكل حكمة ، فلم تتخلى عن مواقفها المقاومة ولم تتخلى عن تاييدها المطلق للجمهورية الاسلامية ، باعتبار ان الجميع في جبهة واحدة ضد الاستكبار ، وكذلك لم تسحبها استفزازات امريكا وحربها النفسية الى المواجهة في ساحة العراق ، مع الاصرار على ثبات المواقف واتزانها فان الحشد لم يترك امريكا تلعب في الساحة وحدها ، بل حذر الحشد الشعبي امريكا من اي استفزاز عسكري او اي ضربة تمس اي موقع من مواقع الحشد فانه سيواجه كما تواجه داعش باعتباره عدوان ويجب الرد عليه، ان الولايات المتحدة كشفت عورتها في هذه الازمة ، واتضح وهنها وسوف تكسر هيبتها ، كونها اتخذت مواقف متشنجة لم تحسبها بشكل جيد ، وبعد هذه الازمة التي نقرأ نتائجها بشكل واضح ، سوف لن يكون لامريكا واتباعها كلام منفرد ، بل سيكون هناك مراعات لموقف جبهة المقاومة قبل اي قرار تتخذه امريكا ومحورها فيما يخص المنطقة والاقليم الجغرافي من الخليج وحتى حدود سيناء ، وان نهاية هذه الازمة ستكون وبالا على محور الشر الامريكي.
https://telegram.me/buratha