المقالات

الحشد الشعبي قوة ممزوجة بالحكمة والاتزان

1717 2019-05-18

علي الطويل

 

الازمة الاخيرة التي افتعلتها امريكا ضد الجمهورية الاسلامية والتي اتخذت طابع تصعيدي غير مسبوق ، كشفت الكثير من المواقف وازيل الغطاء عن كثير من الشخصيات والاحزاب _ على مستوى الاقليم الجغرافي او على مستوى العراق_ فالبعض غمرته فرحة المواقف الامريكية بين شامت بايران محفوفا بطائفية تجري في الشرايين ويحمل الحقد البعثي المتراكم ، والبعض الاخر يعتقد ان الجمهورية الاسلامية هي مصدر الخطر الدائم على مصالحه وسياسته ويفرح لاي خبر في الاضرار بهذه الجبهة ويصطف تلقائيا مع جانب الاستكبار العالمي ، وهؤلاء واولائك لايكادون يفقهون السياسة ولا يستقرأون الاحداث والشواهد ، فاندفعوا بشكل عاطفي مزاجي باتجاه الافصاح عن مواقفهم وقد استعجلوا كثيرا ، لان الامور سارت بغير الاتجاه الذي رغبوا به وبشكل سريع .

من جهتها امريكا واذنابها استخدموا اقصى مالديهم من حرب نفسية ضد جبهة ايران الاسلامية ومحور المقاومة في العالم الاسلامي ، الولايات المتحدة فيما يتعلق الامر بالعراق حاولت بشتى الوسائل زج اسم الحشد الشعبي في هذه الازمة فاخذت بالتصعيد الاعلامي ضد الحشد ، مرة تحذر الحشد من الوقوف مع الجمهورية الاسلامية وان اي تعرض للمصالح او القوات الامريكية في العراق سترد عليه امريكا بضرب الحشد ، ومرة تسرب اخبار اخلاء سفارتها من العاملين غير الضروريين بحجة وجود خطر وتهديد ، وهو امر ايحائي يشير باصابع الاتهام للحشد الشعبي ، ومرة اخرى تروج مع وسائل الاعلام الذيلية التابعة لها بان قاسم سليماني زار العراق واجتمع بفصائل الحشد لغرض التخطيط بكيفية العمل لو حصلت الحرب .

وهذا الامر فيه اهداف متعددة

.1 زج اسم الحشد في هذه الازمة للايحاء ان الحشد قوة غير عراقية وتأتمر باوامر الخارج ، ويحتوي الامر على تحريض قوى داخلية معارضة لوجود الحشد الشعبي .

2.محاولة فتح جبهات جديدة عبر الاستفزاز لغرض التخفيف من الخيبة التي شعروا بها جراء التحدي الكبير الذي واجهوه من جانب الجمهورية الاسلامية والذي اشعرهم بالذل امام هذا الصمود الكبير وعدم الانحناء.

3.تهويل الامور وتخويف الاطراف الاوربية والخليجية بان الخطر اكبر مما يتصورون وعليهم الوقوف مع امريكا لاجل الحصول على نتائج كبيرة جراء تشديد الحصار والضغط السياسي والنفسي ضد الجمهورية الاسلامية .ومن جهة اخرى ابتزاز السعودية والامارات لدفع اموال جديدة بحجة الخطر الكبير .

لقد منيت امريكا بهزيمة منكرة وسوف تتوالى هزائمها في قادم الايام ، ففي مقال سابق نوهنا الى ماسوف تتلقاه امريكا جراء موقفها المتجبر هذا وانها استخدمت اقصى ماعندها ولم يعد لديها ورقة تلعبها وان المنتصر هو الجمهورية الاسلامية . ولكن مايعنينا اليوم هو الموقف المتوازن والحكيم الذي ابداه الحشد الشعبي في التعامل مع الازمة ، اذ لم تستطع استفزازات امريكا ان تدفعه الى اتخاذ موقف متسرع او ردة فعل متسرعة ، وانما تعاملت فصائل المقاومة الاسلامية والحشد الشعبي بعنوانه الرسمي بكل حكمة ، فلم تتخلى عن مواقفها المقاومة ولم تتخلى عن تاييدها المطلق للجمهورية الاسلامية ، باعتبار ان الجميع في جبهة واحدة ضد الاستكبار ، وكذلك لم تسحبها استفزازات امريكا وحربها النفسية الى المواجهة في ساحة العراق ، مع الاصرار على ثبات المواقف واتزانها فان الحشد لم يترك امريكا تلعب في الساحة وحدها ، بل حذر الحشد الشعبي امريكا من اي استفزاز عسكري او اي ضربة تمس اي موقع من مواقع الحشد فانه سيواجه كما تواجه داعش باعتباره عدوان ويجب الرد عليه، ان الولايات المتحدة كشفت عورتها في هذه الازمة ، واتضح وهنها وسوف تكسر هيبتها ، كونها اتخذت مواقف متشنجة لم تحسبها بشكل جيد ، وبعد هذه الازمة التي نقرأ نتائجها بشكل واضح ، سوف لن يكون لامريكا واتباعها كلام منفرد ، بل سيكون هناك مراعات لموقف جبهة المقاومة قبل اي قرار تتخذه امريكا ومحورها فيما يخص المنطقة والاقليم الجغرافي من الخليج وحتى حدود سيناء ، وان نهاية هذه الازمة ستكون وبالا على محور الشر الامريكي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك