جاسم محمد الصافي
اصبح اليوم مصطلح الارهاب ثوب فضفاض يلبس لكل من يعادي امريكا او يخالف اوامرها , بينما نجد مصطلح النظام الدولي ضيق لا يكفي الا لكرش ومؤخرة الرأسمالية الامريكية , لذا لم نعد نسمع اليوم غير صوت واحد هو صوت البلطجة صوت دولة تفتقد الى معاير الدبلوماسية والقيم الروحية والانسانية وكافة النظم الاخلاقية , وهي لا تقيم وزنا لأي ارث من العلاقات الدولية ولا تحترم تحالفات او معاهدات , كما لا يهمها ما تكون عليها صورتها امام العالم كبلد يتبجح بالديمقراطية وحقوق الانسان , حتى أصبح امريكا اليوم نادي ليلي للدعارة والقمار همها الربح السريع ولو بسرقة جيوب الاصدقاء مثل ما يجري مع ملك السعودية وهو اهم حليف لها لكنها تمسح به البلاط ولعدة مرات يستهزئ به السيد ترامب امام جمهور يقهقه بتلذذ على نكاته وانتقاصات وتهريج سادي , وهو يثبت لنا ان امريكا لا تحترم من كان صغيرا او تبعي حتى وان كان صديقها الاستراتيجي , وعلى نقيض ذلك نجد الزعيم الكوري الذي لا تتجرأ ولا تفكر امريكا بمخاطبته بهذه الدونية والوضاعة او حتى التقليل من بروتكولات استقباله , لأنه وبكل بساطة بلد حر دفع ضريبة بذكاء ليكون في نادي الكبار , واليوم ونحن نرى سعار امريكا يزداد مع ايران وقدم الكل احتماليات المواجهة , يأتي السؤال الاهم هل ستكون هناك حرب وهل ستتوسع وتمتد بدخول اطراف او تحالفات ؟
ان امريكا تقول لا نريد المواجهة والسيد المرشد الاعلى لجمهورية ايران يقول امام جمهوره وبثقة عالية تمتد لها بصيرته وخبرته الى المستقبل ( لن تكون هناك حرب ) اذا ما لذي يحدث في المنطقة من تحشيد يشابه استعدادات حرب عاصفة الصحراء , اولا ان هذا الحضور العسكري الامريكي والايراني هو استعراض للقوى وقد استغل بعض الاقزام هذا الاحتدام لإشعال الموقف , كما في حادثة البواخر او ما قدمته الدولة الصديقة للعرب الاصلاء اسرائيل من معلومات حول وجود منصات صواريخ في البصرة وقرب كركوك موجهة على اهداف امريكية ولا اعلم كل العيون والجيوش الامريكية غير قادرة على اكتشاف تلك المنصات وتحتاج من استخبارات اسرائيل لان تخبرها
اكثر ما سيحدث هو تشدد أمريكا في موقفها وتحاول استفزاز ايران عبر ضرب الحشد الشعبي في العراق بحجة انه يسبب خطر او هاجم مواقع امريكية وكذلك سنشهد قصف مكثف على الشعب اليمني المسكين من قبل التحالف العربي الاسلامي وخرق للاجواء السورية واللبنانية من قبل اسرائيل وتوجيه عقوبات اقتصادية وجنائية لرموز ايرانية وعراقية ولبنانية خصوصا بعد ان تراجعت ايران من بعض الاتفاقات المبرمة لبرنامجها النووي كردة فعل على الحرب المعلن عليها , امريكا لا تريد الحرب ليس لأنها خائفة او ستخسر الحرب بل لان هذا الامر سيفتح عليها ابواب جهنم , وتحرق عصب وشريان وجودها الاقتصاد ومثل هذه الحرب إذ اندلعت لن تستطيع حتى دول الخليج دفع تكاليفه لأنها ستكون حرب طويلة وخارج حدود الجمهورية الاسلامية , إضافة الى ان هذا سيوقف عجلة حرب التسابق الاقتصاد مع الصيني الغير معلن ومن جانب اخر سيكون مردود هذه الحرب لصالح الاقتصاد الروسي وبالتالي اتساع نفوذ عدوها التاريخي دبلوماسيا في انحاء أوربا وسياسيا في دول الشرق الأوسط وغيرها من البلدان التي تحت نفوذ امريكا وهذا ما تخشاه وهي تعلم بانه من علامات انهيارها
امريكا ليست ساذجة لتقدم على الانتحار بهذه الطريقة بل هي تتصور ان هذه الاستعراض سيحقق لها القدرة على جباية الاتاوة وتعظيم السلطة حتى من الدول الكبيرة , وهو برهان وقانون ان كل من يمتنع عن دفع الجزية تستخدم بحقه كل ما يجري اليوم على الجمهورية الاسلامية , اليوم امريكا تستخدم سلاح جبروتها وعلى المكشوف لتخبرنا اننا في غابة والامم المتحدة والمنظمات وجمعيات الحقوقية اكذوبة التاريخ الذي تصنعه قوة امبريالية واستعمارية غاشمة
https://telegram.me/buratha