المقالات

الإسلام وبديله الغربي!

3218 2019-05-14

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com

 

كنت قد عزمت على أن أكتب شيئا في هذا العمود، عن واقع الأمة، ومحاولات أعدائها طمس هويتها، كنت اريد تناول ما أريد، عبر الحديث عن مفاهيم الديمقراطية والعلمانية والسلفية، تلك المفاهيم التي تقف وراء التحولات الكبرى، التي جرت منذ 2003 ولغاية اليوم، محاولا تكثيف الفكرة في مساحة عمود، وهي مهمة شاقة مثلما تعلمون!

بدأت بإسترجاع خزيني المعرفي؛ فتزاحم سيل من المعلومات، وفجأة تقدمت الخطبة العربیة، لسماحة الإمام الخامنئي، في صلاة الجمعة بطهران (۲۰۱۲/۰۲/۰۳)

كنت أود أن أثبتها هنا كلها، لكن المساحة التي تمنحني إياها الجريدة يوميا، هي ما عندي فقط!

يقول الإمام القائد في بعض خطبته، وهو ما كنت أود الكتابة فيه:  "الغرب سعى بعد فشله، في نهج محاربة الإسلام، واللجوء إلى العنف العلني، إلى نهج آخر؛ وهو اصطناع البديل الكاذب، والنموذج المزيّف، كي يجعل الإرهاب المعادي للإنسانية، بدل العمليات الاستشهادية، و یجعل التعصب والتحجّر والعنف، بدل التوجه الإسلامي والجهاد، والتعصب القومي والقبلي، بدل الشعور بالانتماء الإسلامي والانتماء إلى الأمة الإسلامية.

 یجعل التغرّب والتبعية الاقتصادية والثقافية، بدل التطور القائم على أساس الاستقلال، والعَلمانية بدل العِلميّة، والمداهنة بدل العقلانية، والفساد والفوضى بدل الحرية، والدكتاتورية باسم حفظ الأمن والنظام، والروح الاستهلاكية والالتصاق بالأهداف الدنيوية التافهة والبذخ باسم التنمية والرقي، والفقر والتخلف باسم الزهد والمعنوية.

 تجب إعادة قراءة التعاريف وإصلاحها؛ الغرب يقترح عليكم نموذجين: «الإسلام التكفيري» و«الإسلام العلماني»، وسوف يواصل التلويح بذلك، كي لا يستقوي الإسلام الأصولي المعتدل والعقلاني بين ثورات المنطقة؛ استعيدوا تعريف الكلمات مرة أخرى وبدقّة!

إذا كانت «الديمقراطية»؛ بمعنى الشعبية والانتخابات الحرة، في إطار أصول الثورات، فلتكونوا جميعاً ديمقراطيين.. وإذا كانت بمعنى السقوط ،في شراك الليبرالية الديمقراطية التقليدية، ومن الدرجة الثانية، فلا يكن أحد ديمقراطياً!

و«السلفية»؛ إذا كانت تعني العودة إلى أصول القرآن والسنة، والتمسك بالقيم الأصيلة، ومكافحة الخرافات والانحرافات، وإحياء الشريعة ورفض التغرّب، فلتكونوا جميعًا سلفيين، وإذا كانت بمعنى التعصّب والتحجّر، والعنف في العلاقة بين الأديان أو المذاهب الإسلامية، فإنها لا تنسجم مع روح التجديد والسماحة والعقلانية، التي هي من أركان الفكر والحضارة الإسلامية، بل ستكون داعية لرواج العلمانية، والتخلّي عن الدين.

كونوا متشائمين من الإسلام، الذي تطلبه واشنطن ولندن وباريس، سواء من النوع العَلماني المتغرّب، أو من نوعه المتحجّر والعنيف..لا تثقوا بإسلام يتحمّل الكيان الصهيوني، لكنه يواجه المذاهب الإسلامية الأخرى دونما رحمة، ويمدّ يد الصلح تجاه أمريكا والناتو، لكنه يعمد في الداخل، إلى إشعال الحروب القبلية والمذهبية.. وراء هذا الإسلام من هم أشداء على المؤمنين رحماء بالكافرين.

كونوا متشائمين من الإسلام الأمريكي والبريطاني، إذ إنه يدفعكم إلى شَرَك الرأسمالية الغربية، والروح الاستهلاكية والانحطاط الأخلاقي.

في العقود الماضية؛ كانت النخب وكذلك الحكام، يفخرون بمقدار قوة تبعيتهم لفرنسا وبريطانيا، وامريكا أو الاتحاد السوفيتي السابق، وكانوا يفرون من النموذج الإسلامي، والأمر اليوم على عكس ذلك.

اعلموا أن الغرب، سيكون في صدد الانتقام..الانتقام الاقتصادي والعسكري والسياسي والإعلامي."..إنتهى النص المقتبس من خطبة الإمام الخامنائي.

كلام قبل السلام: إنهم ينتقمون منا اليوم، وكل شهيد يسقط لنا في معركة الوجود، إنما يسقط بأداة الغرب، التي صنعها قبالة وجودنا..داعش هو تلك الأداة!

سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك