أثير الشرع
لا يمكن لأحد أن يتكهن حجم الدمار الذي سيحصل في عموم المنطقة؛ في حال غامر ترامب وبادر بإشعال شرارة الحرب، مع فصائل المقاومة الإسلامية في العراق، لبنان، اليمن وحتى سوريا، ونعتقد أن التصعيد الكلامي الأخير، وقدوم البارجات وحاملات الطائرات الى الشرق الأوسط، ما هي إلاّ (إستعراض إعلامي) لا يمكن أن يخيف الإيرانيين أو فصائل المقاومة.
لم تنضج بعد؛ مرحلة حصول صِدامات عسكرية في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط؛ بسبب تكافئ القوى المتصارعة ونشوء محاور جديدة ستتضرر مصالحها الإقتصادية.
إن الدول التي تتغذى على البترول الإيراني، لايمكنها التخلي عن مصدر غذائها؛ إلاّ في حالة إيجاد حلول وتنازلات من الولايات المتحدة، يُمكْن بعض الدول إستعاضة النفط الإيراني بمصدر نفطي آخر كالعراق، وهنا في حال رفض العراق تعويض نفط إيران وزيادة الإنتاج سيتعرض العراق الى عقوبات أمريكية؛ قد تصل الى إنهيار العملية السياسية؛ بسبب عدم إمتلاك معظم السياسيين العراقيين حنكة دبلوماسية للتعامل مع الأزمات.
صِراع خطير يلوح بالأفق لكن ليس في إيران، بل في العراق؛ بسبب الخلافات والإختلافات الكثيرة والإصرار على المحاصصة والفوز بالمغانم بعيداً عن مصالح الشعب العراقي، والمواطن العراقي أيقن بأن السنوات الـ "16 عاماً" العجاف التي مضت، كانت سنوات وصفها المواطن بجميع عبارات الإستنكار وعدم القبول؛ ولا نستبعد المؤامرة وتصفية الخصوم خلال المرحلة المقبلة، مع تأكيد إستحالة بقاء النظام السياسي الحالي كما هو عليه الآن.
يقيناً ستتغير خارطة التحالفات، بسبب وجود إنغلاقات سياسية؛ لم تستطع الجلسات واللقاءات أن تفضي الى إتفاقات ولو حصل وأعلنت القوى السياسية العراقية عن إتفاقات وإنفراج، فستكون هذه الإتفاقات هشة وخجولة ستنهار بأول عاصفة.
الجميع يراهن على أن تكون جمهورية إيران الإسلامية لقمة سائغة للولايات المتحدة؛ لكننا نقول : بأن ترسانة وأسلحة إيران المتطورة، ووجود حلفاء أقوياء على الأرض، تجعل من ترامب التفكير مئات المرات، قبل أن يرتكب حماقة الضغط على زِرْ إنطلاق صواريخ تستهدف المصالح الإيرانية؛ ونعتقد بأن ضربات جوية أمريكية – إسرائيلية ستستهدف بعض المواقع الإيرانية وأيضاً داخل العراق، الغير حيوية ستحصل بعد تطورات متسارعة خلال الثلاثون يوماً المقبلة؛ للحفاظ على ماء الوجه! قبل أن تتدخل وساطات لإبعاد شبح الحرب العالمية التي يراهن عليها البعض.
https://telegram.me/buratha