المقالات

الديانة الوهابية وقصة الفكر والكفر..!

2430 2019-05-13

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

الذي يتوجب على العراقيين جميعا، التعامل معه بكل مسؤولية، هو أن داعش ليست إلا حلقة ،من حلقات الحقد الموجه نحوهم، وقصة داعش ترتبط بشكل يقيني، بقصة الصراع الدائم بين الحضارة والتخلف، وبين المدنية والبداوة.

داعش؛ واحدة من إفرازات العقلية الوهابية البدوية، تلك العقلية التي تبقى محافظة على أطرها العامة، ومتبنياتها وأساليبها، ولا تحصل فيها تغيرات أو إنعطافات كبرى، شأن بقية نماذج الحياة الإنسانية الأخرى.

بين أيدينا نموذج سكان الخليج والجزيرة العربية، فَهُم وبرغم أن الثروة التي بين ايديهم كبيرة، وبرغم أن وسائل الحضارة التي أشتروها بتلك الثروة، من مباني ومنشآت، ووسائل راحة وتنقل، توحي بأنهم قد تحضروا، إلا أن الغوص في واقعهم، يكشف عن أنهم مازالول بدوا، ولكنهم يعيشون في أجواء الحضارة، ولم يينتفعوا من الحضارة إلا بقشرتها، أما في عمقهم فلم يحصل تغير ناجز نحو التحضر.

للك فإنه لا تجني عندما نقول بأن حكام مملكة آل سعود، بنوا دولتهم وفقا لقواعد البداوة وأسسها، ودعموا دولتهم بمتبنيات دينية، هي الأخرى تمثل إمتداد للتنافر بين الإسلام كدين حضاري، والنكوص التي تمثله الوهابية، كدين رسمي للدولة السعودية.

نقول أن الوهابية دين؛ وليست مذهب أو عقيدة إسلامية تعبدية، فكل ما تتحدث به وعنه، وكل أساليبها و معالجاتها، للمشكلات التي يواجهها المسلم، تختلف إختلافا جذريا، عما تفكر به المذاهب الأسلامية مجتمعة، ومن بينها المذهب الحنبلي المتشدد الذي يعتنقونه، والذي ازداد تشدداً، على يد ابن تيمية، الذي لم يكتف بتكفير المسيحيين واليهود، بل وكفر من لا يوافقهم من أهل السنة والجماعة، فضلا عن الشيعة الذين ساوى بينهم وبين عبدة الأوثان!

إن الوهابية التي تأسست في نجد كدين جديد، تأثرت كثيرا بالظروف البيئية، الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية، لنجد الصحراوية القاحلة القاسية، حيث مصادر الرزق فيها شحيحة جداً، وحيث سكانها قبائل بدو قساة، رحل يعتمدون في عيشهم على الغزو، واحتلال مناطق الرعي السيف.

 لذلك فالحركة الوهابية؛ هي نتاج ظروف الصحراء القاسية، المعزولة عن الحضارة، وكل ما ينتح عنها يشكل تناقضا صارخا مع الحضارة،وطوال الـ ٢٧٠ عاما الماضية، منذ ظهور الوهابية، يمكن إحصاء مئات الجرائم التي ارتكبتها بإسم الدين، برغم أن الدين رسالة حضارة.

كلام قبل السلام: تناهض الوهابية الثقافة وحرية التعبير والتفكير، إذ يقول محمد بن عبد الوهاب في هذا الخصوص: “الفكر والكفر سيان لأنهما من نفس الحروف”..!

سلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك