المقالات

"التخادم" على الطريقة الحزبية..!

1770 2019-05-12

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com
ثمة ظواهر عديدة ترافق أي تحول سياسي وأجتماعي كبير، كالذي حصل مع عمليتنا السياسية؛ التي شرعنا بها عقيب زوال نظام صدام، إذ تميزت بنهم وشراهة الساسة الجدد المفرط، نحو المراكز التنفيذية.
هذا النهم والشراهة؛ يكشفان يكشف عن أمور عدة ، يأتي في مقدمتها ان تلك المراكز، تتوفر على إمتيازات ومنافع كبيرة، لا توجد في أي نشاط إقتصادي أو مجتمعي خاص، فضلا عن أنها تنفتح على بوابات الجاه والنفوذ المجانيين، وإمتلاك آهاب السلطة وأبراجها.
فضلا عن الشراهة والنهم، تميزت العملية السياسية أيضا، بتزاحم شديد بين القوى السياسية، على أن تكون لها مواطيء أقدام قوية في مؤسسات الدولة، وتحول هذا التزاحم؛ في مراحل كثيرة من مراحل عمليتنا السياسية، الى مشكلة مستعصية الحل. 
من إنعكاسات التزاحم وتداعياته، إستحداث الثير من المناصب والمراكز الوظيفية، وإستحداث مؤسسات فضفاضة وبعناوين مختلفة، ويقدم عدد نواب رئيس الجمهورية، ونواب رئيس مجلس النواب، وعدد النواب، ونواب رئيس الوزراء، والوزراء ووزراء الدولة، ووكلاء الوزارات ومستشاري رئاسة الوزراء، ورؤساء الهيئات المستقلة، وقادة الأجهزة الأمنية المتعددة، وعدد أعضاء مجالس المحافظات، ورؤساء المؤسسات والمديرين العامين..وغيرها، أرقاما مفزعة، ويدلل على أن الإدارة الحكومية العراقية، ليست مترهلة فحسب، لكنه مصابة بتضخم؛ لا تجدي معه العلاجات قط، وليس من سبيل إلا بعملية جراحي،ة باهضة التكاليف على الصعيد السياسي والوطني.
لقد أدى هذا التزاحم الى نتيجتين، واحدتهما أخطر من الأخرى:
الأولى؛ أن مراكز العمل في الدولة، تحولت الى إقطاعيات حزبية، وبات إطلاق تسميات وزارة الحزب الفلاني، أمرا طبيعيا، بل أن كلمات مثل المدير العام الفلاني، من "جماعتنا" أو "ربعنا"، تسميات قيد التداول الطبيعي، ولا تلقى إستهجانا بل إستحسانا..
الثاني؛ هي تخريب العمل السياسي، وتوجيه أعنته بإتجاهات لم تكن مطروقة في العمل الحزبي والتنظيمي، ونسمع ونقرأ في مواقع التواصل الإجتماعي، وفي كروبات التليكرام، الخاصة بمنتسبي الأحزاب والقوى السياسية قاطبة، خصوصا تلك التي تشارك في الحكومة بوزراء، لوما وإحتجاجات، و إتهامات وسخرية، من قبل منتسبي الحزب الذي ينتمي اليه الوزير، لأنه لم يخدمهم بما فيه الكفاية، أو لأنه لم يفتح أبواب مكاتب الوزارة لهم على مصلريعها، كي "ينتفعوا" من خلالها..
باتت أيضا مفردة "التخادم"، واحدة من المفردات الشهيرة، وهي تعني أن على المسؤول الحكومي، الذي ينتمي الى حزب ماـ أن يقدم مع الممنونية خدماته الى منتسبي حزبه، صاغرا ذليلا مقرا في كل لحظة، أنه ما وصل الى موقعه الوظيفي، إلا بفضل حزبه ومنتسبيه..!
كلام قبل السلام: لو قلنا كل الذي يجب أن يقال، لفضحنا أنفسنا..!
سلام...
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك