السيد محمد الطالقاني
إن نظرة الإنسان للدنيا هي التي تحدد له أهدافه وطرق عمله وتصنع شخصيته وتحدد مصيره , فقد يتوهم الإنسان فيتصور أن كماله وسعادته وراحته في هذه الحياة الدنيا وشهواتها من دون إعطاء أهميّة لرضا الله ولقائه
كما ان الانسان قد يجهل بحقيقة الحياة الدنيا الفانية، وبدورها الحقيقيّ والمرحلي في حياة الإنسان، وأنها دار ممرٍّ وامتحان وتكليف، دون أن يخطر في باله انها فانية وزائلة لا محالة.
ان الحياة الدنيا بحد ذاتية ليست مذمومة وانما علاقة الإنسان بها وانخداعه واغتراره وغفلته عن الآخرة وانشغاله بالدنيا إلى الحدّ الذي ينسى معه الله تعالى ولقاءه هو المذموم.
فكيف تصف ايها الجاهل ان امير المؤمنين (ع) كان يتقاضى اعلى راتبا من بيت المال وهو جالس في بيته وكان الخليفة يتصدق عليه من بيت المال .
اولست تعلم ان امامنا عليه السلام قال وقوله الحق :( وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه , ومن طعمه بقرصيه).
ان امير المؤمنين عليه السلام كان يدرك ان هذه الدنيا هي دار فناء وبلاء حين يقول :( فواللّه ما كنزت من دنياكم تبراً, ولا ادخرت من غنائمها وفرا. ولا أعددت لبالي ثوبي طمرا, ولا حزت من أرضها شبراً).
https://telegram.me/buratha