المقالات

خارج النص: لماذا يتفشى وباء"حاشية المسؤول"..!

1718 2019-05-04

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

ثمة أمراض إدارية كانت فاشية في العصور الغابرة، وبرغم أن الإدارة باتت علوما وفنون، إلا أن هذه العلوم والفنون لم تستطع إجتثاث تلك الأمراض، بل تبدو الصورة وكأن أمراض جديدة؛ تستولد كلما تقدمنا الى أمام.

على أية حال؛ فإن أحد تلك الأمراض، بقي عصيا على العلاج، مقاوما كل الأدوية والعمليات الجراحية بعناد عجيب!

"حاشية المسؤول" لعله أشدها الأمراض فتكا، وهو بمنزلة الطاعون في مفاصل العمل الأداري..أرث إداري ورثناه من الانظمة الحاكمة، التي تعاقبت على حكم العراق، وهو قديم قدم المُلْك، وخاصة نظام المقبور صدام..

هذا الوباء المهلك وجد ارضا خصبة، بعد سقوط النظام في 2003 ، لينمو في جسد التشكيلات المؤسساتية والادارية للدولة، ولم تسلم منه التشكيلات السياسية، أحزابا وتيارات وحركات وقوى، مخلفا تفاعلات قاتلة  في عملية البناء الاداري، التي ترتبط ارتباطا وثيقا؛ بالاوضاع السياسية والاقتصادية للبلاد.

"حاشية المسؤول"؛ من المفروض ان تكون مرآة عاكسة، للمنظومة القيم المتحكمة بعمل المسؤول، وأن تكون زينة لاخلاق وتصرفات المسؤول، لا بل وتتعدى حدود هذه الإفتراضات، لتصبح محطة لصناعة الثقة، ببين المسؤول ومن يتطلب وجوده الإحتكاك بهم، مواطنين كانوا أو معية، مريدين أو أتباع.

قي وضعنا الراهن، تفاقم هذا المرض، وأخذ بعدا وبائيا، وما موجود على ارض الواقع ينذر بكارثة وطنية، قد تلقي بضلالها على جميع مجالات الحياة، فالحاشية تحولت الى "مركز قوة"،  تمارس صلاحيات اوسع من تلك التي يتمتع بها المسؤول نفسه! فالرجل يعمل فوق الطاولة والحاشية تلعب تحت الطاولة، وهكذا تتكامل الأدوار!

تصرفات حاشية المسؤول في المؤسسة أو الشارع، كلها تنم عن صلف وعنجهية وغرور، بل وإستهتار بكل الأخلاق والقيم..

 الأخطر هو تصرف تنلك الحاشية داخل المؤسسة، فهم السد المنيع بين المسؤول ومرؤوسيه في المؤسسة، وفي بعض مسسات الدولة، والأحزاب والقوى السياسية؛ بات الوصول الى المسؤول ضربا من الخيال، بل أن في بعضها، فإن الوصول الى سكرتير المسؤول أو مدير مكتبه، يقتضي عملا جبارا كي ينال المراجع، "شرف" الإصطباح بوجه مدير المكتب الفليح...!

أمس ألتقيت صدفة أحد كبار القادة السياسيين، أعرفه ويعرفني منذ سنوات بعيدة، وكانت لنا نشاطات مشتركة، وقد كان حميما معي في لقاءه هذا، فقد رحب بي بحفاوة لافتة، وأعلمني أنه منذ عدة أشهر، وهو يرغب بأن يلتقيني منفردا، أخبرته أنها لمفارقة غريبة، إذ أني ومنذ ستة أشهر طلبت لقاءه، لكن مدير مكتبه يتحجج كل مرة بإنشغالات سيده، الرجل سكت ولم يقل شيئا، لأن أمره ليس بيده، بل بيد مدير مكتبه!

كلام قبل السلام: لأن الطيور على أشكالها تقع، ولأن شبيه الشيء منجذب إليه، فلا يمكن لأي مسؤول؛ أن يقول أنه ليس " مسؤولا" عن تصرفات حاشيته؛ فحاشية السوء لأهل السوء..!

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك