المقالات

موتوا: ماكو چاره، منو أبو باچر!..

1817 2019-04-30

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

تعالوا نقترب سوية من مكان ليس بمكان، لنقيم فيه معا كمواطنين، بعد أن أتعبنا البحث عن بلد ننتمي إليه، سرقه اللصوص الرسميين!

في هذا المكان ـ الوطن، الدار أوطأ من الشارع بمقدار متر؛ بابه المصنوع من صفائح زيت الطعام، ينفتح على زقاق موحل بماء آسن، يخوض فيه الصبيان الى كعوب أقدامهم..هذا هو الوطن الدائم لإبائهم وأمهاتهم، ولهم أيضا اليوم، وغدا وبعد غد، وبعد كل غد قادم..

في هذا المنفى؛ وحتى تحصل على حق المواطنة، عليك أن تكون فاقد الإحساس تماما، كي تواجه هذا الذي يحصل لنا..هنا نتثقف في كل دقيقة؛ على أن الغسل حق، والكفن حق ،والموت حق، ولذلك علينا قبول الموت، أي موت وبأي طريقة، لأننا سنموت مثلما عشنا، وعلينا أن نسير راضين قانعين بمصيرنا، بصحبة الموت كصديق عزيز، مرحب به متى شاء، وبالكيفية التي يشاء، حتى لو كانت نحرا، نرمى بعده جثثا الى الكلاب!

أبي كرر ما قاله جدي، الذي تعلمه بدوره من جده: الحياة شجرة ونحن اوراق فيها، إذا يبست الورقة وسقطت، يعني أننا متنا، ولم يحدثونا عما إذا يبست الشجرة كلها كما يحصل لنا اليوم!

عندما يدرك المرء أنه فانٍ، فمعنى ذلك أنه يعيش من أجل أن يموت، لا أن يعيش من أجل أن يعيش، لكنه في كل مرة يتذكر فيها أنه سيموت؛ يموت!

لماذا تطالب يا عراقي بتحسين الخدمات، وبمستوى معاشي أفضل؟! لماذا؟ أليس وراءك موت، وأن الحياة إمتحان؟ ألسنا ضيوف في هذه الدنيا؟! أما تعلم أنها مخصصة للسادة النواب وأصحاب الدرجات الخاصة، والتماسيح؟! ثم"منو أبو باچر"؟!

ولذلك فكرت أن نحرق أسئلة إمتحان الحياة، ونمزق دفاتر الإجابة ونآخذ "صفر"، فـ "منو أبو باچر"!

لا شيء يؤلم العراقيين البتة، فقد تعودوا شرب الشاي الحار، في ظهيرة حزيران، الألم قطار مندفع نحو المجهول، والشمس في بغداد بائعة هوى، تبذل نفسها بسخاء..حرارتها تقتل الأطفال والكبار والعجائز..شمس بغداد تتحدى وزارة العدل، لتنفذ الى سجونها التي تفرغ كل شهر مرة من السجناء الإرهابيين، بعملية مرتبة متفق عليها، بينها وبين مسؤولي الأمن، وبين السجناء ومن ينتمون اليتم، يخر فيها عدد من الحراس صرعى، ويتحرر السجناء!

الأمن ذاته خرج من واجبات الحكومة، ليتحول الى مهمة "شعبية"، أنيطت بشيوخ العشائر، وميليشيات (الصكاكة)!

في المشفى يسألك الطبيب هل تملك مالا، إذا كنت كذلك أذهب الى الهند، فهناك ستشفى أما هنا "ماكو چاره" فستموت..وتكتشف أن الطبيب سمسار للمستشفى الهندي!

على الطرف الآخر: مازال الساسة يتشاجرون بلا حياء حول الكراسي، ليتهم يرمون الكراسي على بعضهم البعض، فتتهشم الرؤوس و "نخلص"!  يا لكميةَ التعب المعبأة في دماغي، مثل مياه القناني المزيفة!

في داخلي ثمة صوت، يكرر بلا هوادة: المخلصون كالأحجار الكريمة لا نصنعهم، ولكن نبحث عنهم..أجيبه: سالمين؛ هل أنت بخير؟!

ماكو چاره: عبارة قيل أنها تحريف عن (ما يكون)، ولكن السومريين كانوا يستخدموها، قبل أن يخلق العرب؛ و چاره، كلمة قيل أنها فارسية، ولكنها كانت مستخدمة لديهم أيضا، قبل أن يخلق الفرس!. أي أن الحقيقة (ماكو چاره) منذ زمن سومر لحد الآن!

كلام قبل السلام: ما عدت أجيد الكلام باللسان، فقط أعرف كيف أكتب ما في رأسي!

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك