علي الطويل
اعتادت الولايات المتحدة الامريكية بين فترة واخرى ، على اطلاق بالونات اعلامية ذات بعد سياسي واستراتيجي ، الهدف منه جس النبض في الساحة التي تعمل فيها ، وهذه البالونات تنبني عليها مواقف سياسية من خلال جس نبض الرأي العام ، عبر قياس ردود الافعال على الموضوع المطروح اعلاميا ، ومن خلال تجربة العراقيين في فترة ال 15 عاما الماضية فقد اصبح العراقيون خبراء بالطرح الاعلامي والسياسي الامريكي . ولكن امريكا هذه المرة قد اخطأت الحساب بشكل كبير ، فقد صعدت من سقف سقف طرحها الاعلامي ذي الاهداف البعيدة وارادت تخطي الخطوط الحمراء في موضوع في غاية الحساسية والخطورة بالنسبة للعراقيين واتباع اهل البيت ، وهو التجاوز على مقام المرجعية الدينية التي يعتبرها العراقيين دين يتعبدون به ، ان هذا التجاوز وان كانت اهدافه معلومة للمتابع والمراقب الا يمس جوهر العقيدة الدينية لاتباع اهل البيت عليهم السلام ،
ان هذا الاجراء وهذا الطرح الاعلامي الذي يقف ورائه احد الشخصيات العاملة في السفارة الامريكية في العراق انما يعبر عن الوقاحة والصلف الذي يتصف به هؤلاء ، وقد ضن هؤلاء انهم عندما يطرحون اسم القائد الخامنئي ويلصقون بشخصة المبارك بعض مايتصفون هم واتباعهم به ، فانهم سوف لن يلقوا ردود فعل من جانب العراقيين ، وكان الامر بحساباتهم كالامر السياسي ، او على الاقل يوهمون انفسهم بذلك، فالموضوع الديني غير الموضوع السياسي، والشخصيات الدينية والمرجعيات غير الشخصيات السياسية ، فعلى امريكا ان تعي ذلك ، ان الامام الخامنئي وان قائدا لدولة فانه مرجع له اتباع كثيرين في العراق والعالم ومؤيدين ومريدين يقدمون انفسهم قرابين امامه ، وليس الامر متعلق بشخص القائد الخامنئي بل بعموم المرجعيات الدينة لاتباع اهل البيت .
لقد اخطأت امريكا حساباتها هذه المرة ، او قد تكون لم تحسبها بشكل جيد ، وان كان حسابها متعمدا فان عليها ايضا ان تحسب ردود الفعل ايضا بشكل جيدا ، فان الوقاحة والصلف وتجاوز الخطوط الحمراء لايمر بسلام في كل مرة ، فان العراقيين يجعلون من مقام المرجعية الدينية مقاما مقدسا لايمكن التغاضي عن التجاوز عليه ، واليتملموا الدرس عندما دخلوا اثناء الاحتلال الى النجف وارادوا دخول المنطقة القديمة التي يسكنها مراجع الدين ، فقد شكل العراقيون حاجزا بشريا متراصا لمنعهم وكان سلاحهم ماترتديه الارجل وقذفوه في وجوههم ، فلا تضنون بافعالكم بانها بالاتجاه الصحيح فقد اخطأتم الحساب .
https://telegram.me/buratha