ميثم العطواني
ما يبدو من صورة العدو أيا كان يسبب ضررا عمدا يلحقه بالمقابل، لكن هناك باطن ربما يخفى على كثيرين، وهو ما يبدو على شكل صديق وهو في الحقيقة مشروع لصناعة أعداء، مما يكون الخطر المتمثل في هذا الشكل مضاعف بعدة أضعاف، وما الولايات المتحدة الأمريكية والدور الذي تجسده في العراق إلا واقعا لهذا، حيث تسمى القوات الأمريكية رسميا بالجانب الصديق، ويتداول الإعلام مصطلح قوات التحالف، إلا ان هذه القوات في حقيقة الأمر هي قوات معادية محتلة للبلد خلافا لرغبة الحكومة والشعب، وربما يختلف معنا من يذهب الى ان الحكومة مرحبة بتواجد هذه القوات والدليل هو عدم المطالبة بمغادرتها، وهنا تكمن نقطة الخلاف إذ ان الحكومة العراقية تدرك تماما ان حكومة قوات الإحتلال لن تمتثل لرغبتها في هذا الطلب مما يجعلها تناور للحفاظ على ماء وجهها، وعندما نعود بالتاريخ الى الخلف ونتصفح اوراقه لم نجد اي بلد غادرته قوات الإحتلال وحكومته وشعبه يرمونها بباقات الورد، لإنه وبباسطة ان قوات الإحتلال تتواجد على الأرض رغما على إرادة البلد وقوانينه بل حتى القوانين الدولية. الثابت دون خلاف ان امريكا عدوا للعراق من خلال معادلة طردية بإحصاء المواطنين اللذين تم قتلهم على أيدي القوات الأمريكية وهو ما يفوق عدد شهداء المواجهات مع تنظيم داعش الإرهابي بإضعاف مضاعفة، بل زد على ذلك انها تبذل أموال طائلة لتمويل جماعات وتنظيمات لتخلق منهم أعداء للعراق، وما الدعم الغير محدود الذي قدمته لتنظيم داعش إلا خير دليل، كما أعدت أمريكا مخططا خطيرا بالتحالف مع الكيان الصهيوني وبعض دول الخليج لزعزعة استقرار المنطقة التي يعد على رأسها العراق وسوريا وإيران.
https://telegram.me/buratha