المقالات

حفر ومطبات ومنزلقات وآبار الفساد..!

2000 2019-04-27

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

 

الحديث عن أن الفساد قد تفشى في مفاصل الدولة العراقية، بات على كل لسان وقلم، وها هو وقد أصبح، ملح الصفحات الأولى لصحفنا وصحف غيرنا أيضا، وتعج به وسائل التواصل الأجتماعي، حتى يتخيل المرء ان العراقيين فاسدون عن بكرة أبيهم، على قاعدة "كلهم حرامية!

في مقاربات سابقة تحدثنا عن الفساد، وغيرنا أيضا أشبعه تحليلا ونقدا وتنظيرا، وكثر الحديث عن هذا الشأن المهم في حياتنا، وبما جعلنا نتحسس دوما، من كل تصرف يقدم عليه أي مسؤول حكومي، وبالتالي وصلنا الى حال فيه جميعا، متهمين بالفساد بمختلف أنواعه، ويمكن أن تطال أي منا آلة النقد والتجريح، وصب جام الغضب، والتعرض حتى للخصوصيات الشخصية جدا..

صحيح أن مقارعة الفساد والقضاء عليه، تتطلب جهدا وطنيا واسعا، وصحيح أن على الإعلام مهمة جليلة في هذا الشأن، وهي أن يكون بمثابة الضوء الساطع، الذي يكشف عتمة ما يجري في الخفاء والدهاليز المظلمة، وما مخبأ في الأدراج وتحت الطاولات، لكن الصحيح أيضا؛ أن يكون هذا الجهد خاضعا لسلطان الأدلة الثابتة، والنقد الموضوعي البناء الهادف، وتحري الدقة والصواب فيما يكتب وينشر..

إن التعميم مرض وبيل خطير، وهو عندما ييخذ كمنهج بالتعامل مع الأشياء، ومنها موضوعة الفساد، يكون أخطر من الفساد ذاته، لأن التعميم سحابة سوداء، تصلح وبشكل لافت لأن يتخفى في ركامها الفاسدين.

لقد بات من المتيقن أن كثير من القضايا المثارة، هي أما لا تستحق الإثارة لتفاهة موضوعها، أو أنها ناتجة عن شكوك وسوء فهم وتقدير، أو لأغراض كيدية..

إننا كشعب نريد أن  نستثمر الوقت أفضل أستثمار، وأن تمضي عجلة البناء الى أمام، بتسارع مضطرد، كي نعوض الفاقد الحضاري، الذي يتسع يوما بعد يوم بيننا وبين الآخرين، ويفترض أن توضع ضوابط وتعليمات تيسر هذا التوجه، لا أن تعرقله، غير أن ما  تشهده قطاعات الأعمار والبناء والمشاريع، من تأخر وتلكوء بل وتوقف تام، يرجع في أحيان كثيرة الى خوف القائمين عليها، من بعبع  الاتهامات والتداخلات من جهات متعددة، مرة تحت طائلة القانون، ومرات تحت عنوان العرف الإداري.

إن الموظف الحكومي اليوم متهم حتى تثبت براءته، وسمعته وصلت الى أدنى مستوى، نتيجة لشيوع المنهج الذي أشرنا اليه، ومع أننا لا نبغي التغاضي عن الفساد أو السكوت عليه، لكننا نريد أن نبني لا أن نقف في محلنا، وعلينا البحث عن آليات؛ تجنب الموظف الحكومي من الوقوع في بئر الفساد، لا أن نترك الأمور على غاربها، فتكثر الحفر والمطبات والمنزلقات والآبار، ويسقط الموظف والمؤسسة التي يعمل فيها، في واحدة منها لا محالة.

كلام قبل السلام: في كل هذا فإن الخاسر هو الوطن والمواطن، والخسارة لا يمكن تعويضها أبدا، لأنها زمن، والزمن ليس عقارب ساعة؛ بل هو شيء نحسه ونعيشه وأذا مضى لن يعود أبدا..

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك