المقالات

سبب حرب العمامة


 

بداية ما هي العمامة ...؟ الجواب يعرفه ممن له ضلوع في التاريخ البشري انها قطعة من قماش مكورة يضعها المعنيون على رؤوسهم , كما يضع العربي العقال على راسه , او يضع اليهود والنصارى الطاقية على رؤوسهم , ويقال : ان المسلمين حينما هاجروا الى المدينة اختلط عليهم من المسلم ومن اليهودي والنصراني والوثني .. فأمر رسول الله(ص) ان ينزل المسلمون ذوابة من عمائمهم على أكتافهم لتميزهم عن غيرهم .. وحين دخلت الجزيرة العربية كلها في الإسلام الغي هذا القرار,بهذا نعلم ان العمامة هي ما تكور على رأس لابسها .وهي لباس العرب على رؤوسهم. 

وهناك أمم غير عربية وهم العثمانيون اخذوا ( معنى) العمامة واستأثروا بها تقليدا لعمامة رسول الله(ص) التي يتشرف الناس بوضعها على رؤوسهم , وبها قيمة معنوية ودينية كبيرة في نفوس جميع الأديان السماوية ..ويقال انه كان صراع بين اليمنيين والحجازيين فهجم النعمان بن المنذر ملك اليمن على الحجاز، وأسرّ رجالهم، وأراد أن يذلّهم فسأل عن أرذل شيء عندهم، فقالوا: عقال البعير الذي يربط ركبة البعير عند بركه ، فجعل كفيّة النساء ( الچفيّة ) على رأسهم وعليها عقال البعير، ليكون علامة الذل والأسر، ولما بزغ أمر رسول اللّه‏(ص) وعرف الناس الإسلام ..تعلّم الإنسان کيف يکون حرّاً في حياته وجعل العبودية لله تعالى فقط . 

ثم أمر الرسول(ص) أن توضع على رؤوس المسلمين والعرب العمائم بدلاً من ذلك وقال ( العمامة تيجان العرب إن تركوها ذلّوا ) أي رجعوا إلى مذلّتهم الأولى فصارت العمائم شعار المسلمين عرباً وعجماً، ولكن في العصور الأخيرة أحياء للقوميّة العربيّة رجعوا إلى العقال والچفيّة مرّة أخرى، وتركوا العمائم وكان كما اخبر رسول اللّه(ص)‏ ذلّ العرب فتری اليوم تخاذلهم وذلتهم .. 

وتطورت الحالة سياسيا لمرتدي العمامة . فاستخدمها العثمانيون بحجم كبير جدا , واختلاف شكلها بين سلطان وآخر. كما ان جميع الأديان الهندية تقريبا يرتدون عمامة , وتعني لهم فلسفة خاصة تتعلق بدينهم واعتبرها العثمانيون كفنهم يحملونه على رؤوسهم. دون الفكرة (بأنها تاج رسول الله(ص)) . وقد أخذت العمامة دورا عقائديا في الأمم والنحل الأخرى .. 

.. أما العرب فكانوا يتشرفون بمآثر الرجال الأفذاذ فيتكلمون عن أجمل لباسه وهي العمامة دون سائر الثياب ..الى ان حصلت مناسبة الغدير التي أعطت قدسية للعمامة ..وهي يوم تتويج النبي (ص) عليا يوم الغدير بالعمامة.!! حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي قال: حدثنا أبو الربيع السمان عن عبد الله بن بسر عن أبي راشد الحبراني عن علي بن أبي طالب [ع] قال: عممني رسول الله (ص) غدير خم بعمامة [فسدلها خلفي ثم قال: إن الله أمدني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمون هذه العمة وقال: إن العمامة حاجزة بين الكفر والإيمان .. مصادر وأسانيد وقد رواه الحموئي في الباب: " ١٢ " في الحديث: " ٤١ " من كتاب فرائد السمطين: ج ١، ص ٧٥ ط بيروت. وقد رواه بأسانيد ابن عدي في ترجمة عبد الله بن بسر الشامي السكسكي الحبراني من كتاب الكامل: ج ٤ ص ١٤٩٠، ط بيروت .. 

عن أبي راشد الحبراني قال: سمعت عليا(ع) يقول: عممني رسول الله(ص)يوم غدير خم بعمامة سدل بين طرفيها على منكبي وقال: إن الله أمدني يوم بدر ويوم حنين بملائكة معممين بهذه العمة وقال: إن العمامة حاجز بين المسلمين والمشركين. من هنا تحولت الثياب الى رمز واحترام وتقدير لمرتدي العمامة .. وحين نطلق كلمة " عمامة رسول الله" على قطعه القماش التي يرتديها رجل دين لا نعني إنها قماش مكور على رأس .. بل نراها تمثل الامتداد للثقل الديني كله .!! 

وهناك عمائم شرفت الدنيا بمواقفها من العرب وغيرهم ,ولا تجد في ارض المسلمين عربا وعجما حدثا مهما وفي العصر الحديث حين ظهرت القوتان العظمتان أمريكا والاتحاد السوفيتي , خنع العالم كله لهما سوى العمامة ,بقيت ثابته على عقيدتها .. والعمائم التي جاهدت بيد جرداء وتحملت مسار الانحراف الفكري والايديلوجيات الحديثة التي ظهرت ضد الدين , وحاربت وانتصرت على طواغيت العصر مرة بالكلمة والبيان وأخرى بالمدفع والبندقية .لا بد ان تستهدف .!!. 

المسيرة الجهادية لجمال الدين الأفغاني الى السيد الخميني .. والسيد محسن الحكيم وآية الله الشيرازي .. إلى عمامة محمد باقر ومحمد صادق الصدر .. والسيد حسن نصر الله وعمامة السيد الخوئي والسيد الخامنئي .. والعمامة التي حمت العراق عمامة السيستاني .. كل هؤلاء مواقف وصمود وجهاد ودفاع عن الدين والعقيدة .. كل هذه العمائم مشاريع للاستشهاد , لذلك أصبحت هدفا للقوى المناوئة للإسلام فخططوا أن يسقطوا الإسلام , بالنيل من أسماءهم , ولكن في حقيقة الأمر إن العمامة أصبحت رمزا من رموز الإسلام .. ونتذكر جيدا ما حدث في مصر في نهاية القرن العشرين حين زار الشيخ علي الكوراني مجموعة من المؤمنين , وألقى محاضرة عن فلسفة الإمام المهدي (عج) وكيف تدخل الأزهر الشريف والداخلية المصرية دخلت في الإنذار . 

ومنظمات الماسونية كلها فزعت من عمامة الكوراني . وكتبت وقتها موضوعا ردت عليه صحيفة مصرية عنوانه .. الخوف من الحسين او من علي الكوراني ..؟.سيبقى الصراع ما دام هناك خير وشر .. وكل طرف يمثله جماعة ولهم ثوابت يدافعون عنها .. وآخرون يهاجمونهم من خلالها .. فلو نجحوا في إقصائها ..... . ذلوا ... 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك