زيد الحسن
استيقظ گلگامش من نومه، وأخذ يقص على امه رؤياه قائلا لها: يا أمي لقد رأيت اني أسير مختالا بين الابطال، فظهرت كواكب السماء، وقد سقط احداها الي وكأنه شهاب السماء آنو، اردت ان ارفعه ولكنه ثقل علي، وأردت ان ازحزحه فلم أستطع ان أحركه، تجمع حوله اهل أوروك، ازدحم الناس حوله ، وتدافعوا عليه ، واجتمع عليه الابطال ، وقبل اصحابي قدميه، أحببته وأنحنيت عليه كما أنحني على أمراة ورفعته ووضعته عند قدميك، فجعلته نظيراً لك، فاجابت گلگامش امه البصيرة العارفة وقالت له: ان رؤيتك نظيرك كوكب السما ، الذي سقط اليك وكانه شهاب السماء آنو، انه صاحب قوي يعين الصديق، انه اقوى من في البلاد وذو عزم شديد، وعزمه مثل عزم آنو وذو بأس شديد، وأما انك أحببته فأنحنيت عليه كما تنحني على امراة، فمعناه انه سيلازمك ولن يتخلى عنك، وهذا هو تفسير رؤياك.
استقبل بع الساسة منحة المليار من السعودية بالتهليل والتكبير، وراح يغرد عن امل انفراج ازمة العراق بعد وصول عدة وفود سعودية الى العراق، وزفوا لنا البشرى الكبرى بالاتفاق على شراء الكهرباء وفتح المنافذ التجارية بين العراق والسعودية، وكأن الوضع المزري الذي يعيشه العراق سببه غلق تلك المنافذ وانتظار تلك المنحة.
الحكومة اليوم تسير على نفس نهج حكومة مختار العصر، لكن بطريق اخر وهو طريق الاستجداء وطريق الاحلام واضغاثها، يتركون ارضنا الخصبة التي حتى الصخر يزهر فيها ويذهبون الى دول الجوار لاستيراد الغذاء والخضار، يتركون كبار المهندسين من ذوي الاختصاص في صناعة الكهرباء ويذهبون لشراء( الامبيرات) من خارج البلاد.
لسنا ضد فتح العلاقات مع دول الجوار ابداً ، لكن الوطن لا يبنى بهكذا طرق ، وان اردتم بناء الوطن فعلا اولا عليكم الصحوة من هذه الاحلام وثانيا تطبيق القاعدة التي تقول (ان أردتم بناء وطن ابدأوا ببناء الانسان) ولا اعتقد ان الانسان العراقي همه الاول هو طعامه وغذائه الان ، ابنوا العراقي وطنياً واجعلوه يقدس عراقه، ووحدته الوطنية، وعلموه ودربوه وحفزوه ووعوه، ومن ناحية اخرى سياسية اعطوه حريته وحقوقه كاملة غير منقوصة وباحترام وحماية كاملة من آفة المفسدين ومن بطش الاحزاب والمنتفعين.
هل رأيتم بام عينك فئة من فئات شعبكم لم تخرج بتظاهرات، وقد وصفتموها بالسخيفة التي لا نفع فيها، وفي كل مرة تصكون لنا المسامع انها تظاهرات مدسوسة وفيها مخربين من ازلام النظام السابق.
سادتي اتفاقاتكم القادمة ليست (آنو) احلامكم، بل هي بروتوكولات طبيعية تقوم بها البلدان للاستفادة والاستثمار المتبادل ولا احلام وردية ترافقها ولا عشق لسواد العيون.
بعد ابرام الاتفاقية الامنية طويلة الامد مع الجانب الامريكي لم تعد لدينا قناعة بأي اتفاقية تعقدونها مع اي بلد، والسبب اننا فقدنا الثقة بنواياكم وبافعالكم، وان اردتم تكذيبنا فأن الساحة ساحتكم اثبتوا لنا العكس وحققوا على ارض الواقع اتفاقية واحدة يكون فيها العراق الطرف الرابح او على الاقل لا يكون فيها الطرف المغبون.
https://telegram.me/buratha