المقالات

أين يكمن مخ الإرهاب وعقله العالمي؟!

1637 2019-04-17

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

قولهم في الأمثال: رمتني بدائها وانسلت، هو مثل يضرب بمن يعير صاحبه بعيب هو فيه، فيلقي عيبه على الناس ويتهمهم به، ويُخرج نفسه من الموضوع كالشعرة من العجين، بلا حس ولا حسيس!

نتذكر هذا المثل، عندما تطالعنا ‏تصريحات الساسة الأمريكان، وفي طليعتهم رئيسهم ترامب، وهو يضع في قائمة الإرهاب التي أقرتها إدارته من طرف واحد، كل من  الحرس الثوري الإيراني، وقبله حزب الله في لبنان، وتنظيمات عراقية مجاهدة، يجمعها جميعا جامع واحد؛ وهو الوقوف صفا واحدا متراصا قويا، يواجه الإرهاب الداعشي الذي أعترف الساسة الأمريكان أنفسهم أنهم هم الذي صنعوه، ويقفون أيضا بوجهع الإرهاب الصهيوني الذي صنعه الغرب ورعته الولايات المتحدة الأمريكية طيلة السبعين عاما المنصرمة على إنشاء الكيان الصهيوني الإرهابي في فلسطين المحتلة.

الساسة ألأمريكان وبخبث ومكر لا يضارعهم فيه أحد، يصطنعون لأنفسهم أعداءا؛ ثم يتهمون هذا العدو الوهمي؛ بتهديد الأمن والسلام العالمي، وأنه يشكل ضدا للأسرة الدولية والمجتمع الدولي، وأنه داعم للإرهاب مارق خارج عن الإجماع الدولي، والأمر متعلق طبعا بجمهورية إيران الإسلامية، التي أستطاع الخبث والدهاء اليهودي، أن يجعل الساسة العرب يقتنعون أنها هي العدو لهم، وليس الكيان الصهيوني الذي أصبح صديقا حميما لهم، وعاشت الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة !

اللافت في الأمر أن إيران بالحقيقة؛ منشغلة بأن يقف شعبها على نقطة شروع واحدة، مع بقية الشعوب المتحظرة كحق أنساني، وبالمقابل فإن أوصاف الإرهاب بمعناه الإصطلاحي والعملي، أنما تنطبق بأجلى صورها ‏وأوضحها، على الإدارة ألمريكية وعلى أذنابها في المنطقة، وخصوصا المملكة الوهابية السعودية، ودولة إمارات الشر الخليجية!

الولايات المتحدة الأمريكية؛ التي تسمت بلا حق بالكبرى، هي بالحقيقة مخ الإرهاب وعقله العالمي، لإنها تمتلك ترسانات ضخمة؛ من الأسلحة التقليدية وأسلحة الدمار الشامل، التي بأمكانها أن تدمر الأرض وما عليها؛ أكثر من سبعة آلاف مرة! ومع ذلك؛ ولأنها تمتلك هذه الترسانة؛ لا يجروء أحد علنا أن يقول لها؛ أن أمتلاك هذا الجبروت المميت؛ يشكل تهديدا وشيكا للبشرية، يمكن أن يستخدمه سياسي أرعن كرئيسها ترامب؛  في ساعة مزاج متوعك، في تدمير الأنسانية جمعاء..

تتذكرون أزمة صواريخ كوبا في السبعينات، يوم كان توازن الرعب النووي، بين الدب الروسي والثور الأمريكي، هو الذي يحكم العلاقات الدولية، واليوم يأتي القرار الأمريكي بعد حرس الثورة في إيران، كمنظمة إرهابية، بغير حجة أو مسوغ غير الأستخدام الفج، لمفردة تهديد السلم والأمن الدوليين، في حين أن النظام السياسي الذي يحكم أيران يستمد فاعليته ووجوده من عقيدة مؤكدة ناصعة البياض ليس من بين مفرداتها كلمة واحدة تتحدث عن العدوان.

هاكم كتاب الخالق جل في علاه، والذي يمثل  أساس عقيدة الدولة الأسلامية، من أول آية فيه التي تقول بسم الله الرحمن الرحيم بكل مصاديقها وكمالاتها، الى آخر تصديق فيه بعظمته تعالى وعلوه، فليس فيه ما يحث على العنف وأستخدام القوة!

حتى الآية الوحيدة التي تحدثت عن"اعدوا لهم ما استطعتم من قوة"...فإنها تحدثت عن "ما استطعتم" لا عن العقيدة الغربية المستندة، الى الآلة العسكرية الفتاكة، التي يمتلها الغرب وفي مقدمته أمريكا، لأرهاب العالم وتطويعه رهن أرادتهم، لتحقيق الهيمنة على العالم.

كلام قبل السلام: تهديد للسلام العالمي والمجتمع الدولي، يتمثل باحتكار الولايات المتحدة وشركائها، للقوة المتعاظمة واستخدامها بغير ‏حق، في فرض رؤيتها على الشعوب وسرقة خيرات بلادهم...

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك