رسل السراي
تعتبر محافظة البصرة؛ ثاني أكبر محافظات العراق، بعد محافظة بغداد وذلك نظرا لموقعها الجغرافي المتميز؛ فهي تقع أقصى جنوب العراق، على الضفة الغربية لشط العرب وهو الموقع المائي الأول في العراق، تحدها الكويت والسعودية من الجنوب وإيران من الشرق، وهي تعتبر العاصمة الاقتصادية للعراق؛ وهي شيدت في عهد الخلفاء؛ عند ملتقى نهري دجلة والفرات سنة 15هجرية .
البصرة مدينة قديمة وعريقة؛ فتأريخها يعود إلى ما قبل العصور، وهي من المدن العربية الكبرى، حيث تحتل المركز الخامس عشر من حيث عدد السكان حسب إحصائيات عام 2007، وتمتاز بوجود مناطق سياحية عديدة .
وتتميز بالعديد من المواقع التأريخية والآثار؛ حيث يوجد فيها بيت السياب وتمثاله الذي يعتبر من أشهر الآثار الحديثة، وفيها كذلك المدينة الرياضية التي تعتبر أكبر مدينة رياضية في الشرق الأوسط، كذلك البصرة من أهم المراكز الزراعية والتجارية والصناعية، وتوجد فيها أهم مصانع الحديد والصلب، و توجد فيها الشركة العامة لموانئ العراق؛ واهم موانئها؛( ميناء أم قصر و ميناء البصرة النفطي، وميناء الفاو الكبير وميناء خور الزبير وميناء المعقل)، وتتميز بوجود موانئ بعضها مخصص للمسافرين والتجارة، وآخري لتصدير النفط، وتوجد فيها أيضا المنافذ الحدودية، كمنفذ الشلامجة ومنفذ الشيب، اللذان يقعان على حدود البصرة وإيران، وتمتاز بكثرة سكانها وكثرة الحركة الاقتصادية فيها؛ بسبب كثرة خيراتها، فالبصرة تعد من المحافظات المهمة في العراق؛ لأنها محافظة نفطية وغنية جدا بالبترول، فالبصرة تعتبر سلة العراق الغذائية .
وعلى الرغم من وجود تلك الخيرات فيها؛ إلا إن المحافظة تعيش بحالة متدهورة، فالناس فيها تفتقر إلى أبسط حقوقها وقلة فرص العمل، والحصول على الماء الصالح للشرب، وانتشار البطالة بين شبابها بشكل كبير، كذلك انتشار الإمراض السرطانية فيها، بسبب أنبعاث الغازات السامة من حقول النفط وتفشي سوء الخدمات بشكل كبير، وقد طالبت محافظة البصرة من الحكومة بمطالبها في السنوات السابقة؛ وقررت إن تفي لها الحكومة بوعودها؛ إلا انه إلى هذه اللحظة لم يتم تحقيق مطالبهم من قل الحكومة، كما لم يتم تسليمهم من قبل إيرادات الموازنة للسنة الحالية، فمحافظة البصرة ألان بحالة استنفار تام! .
ويعمل أهالي البصرة ليلا ونهارا، من أجل تحويل البصرة إلى إقليم مستقل، وهو القرار الذي حصل على موافقة الأغلبية المطلقة؛ لأعضاء مجلس محافظة البصرة، فنتيجة الإجحاف والظلم؛ الذي حصل لمحافظة البصرة؛ هو الذي دفع الأهالي للمطالبة بذلك؛ من أجل أن يكون للأهالي الحق في تمتع بخيرات محافظتهم؛ أسوة بالمحافظات العراق الأخرى .
فمطالبة البصرة بتشكيل إقليم؛ هو حق دستوري وقانوني، إلا إن ذلك سيؤدي إلى حدوث مخاطر كبيرة في البلد، لكون ستندرج بقية المحافظات الجنوبية كذي قار وغيرها، إلى الدعوة إلى تشكيل إقليم خاص بها أيضا، فذلك سيؤدي إلى تقسيم العراق وتدهوره وجعله عرضه لطمع الدول المعادية، فنحن مع أهالينا في محافظة البصرة؛ بالدعوة إلى تلبية مطالبهم التي أدعو بها من زمن الحكومات السابقة؛ وأن مطالبهم هي مشروعة ومكفولة وفق الدستور، فنطلب من الحكومة العراقية؛ أن تتدخل لتنفيذ مطالب أهالي محافظة البصرة، بعيدا عن الدعوة لتشكيل إقليم خاص بها؛ وإنقاذ المحافظة من هذه العاصفة المظلمة التي تمر بها، فنحن نرفض تقسيم العراق إلى أقاليم، وندعو أن يعم الأمن والاستقرار والازدهار إلى محافظة البصرة .
https://telegram.me/buratha