المقالات

ظهور الاعور الدجال..!


جاسم الصافي

 

الاعور الدجال ميثولوجيا لها عمق داخل وجدان شعوب منطقة الشرق الاوسط , بل اصبحت هالة مقدسة حاضرة لفلسفة الانتظار ومفهوم الفرج القريب , لهذا كان التنقيب عن هذه الشخصية في بواطن كتب التاريخ واسقاطها على الواقع الحالي السياسي والديني فقس الكثير من المؤلفات التي تقترب في شبهها لهذه او تلك الشخصية , اذ انهم يستندون على ما يزيد عن مائة وتسعين حديثا بهذا الخصوص , حتى اصبح منكر الدجال كافرا في نظر الكثيرين.

 اما المشككين فهم يستندون في نكران تلك الشخصية الى قول القران ( لا تأتيكم إلا بغتة ) اي الساعة فالغيب لا يعلمه الا الله , كما انهم يعتبرون اغلب تلك الاحاديث ضعيفة السند بل هي موضوعة , ولو كان الدجال حقيقة لذكر في القران كونه حدث مهم يهدد مصير الامة بأكملها حسب قول المشككين .

 طبعا انا الا اريد ان اكون في صف من يصدق او يكذب فكلا الطرفين هما امام اعور موجود بيننا , يتصرف بمصيرنا , يساند الارهاب هنا ويحاربه هناك , يبث الفتنة بيننا ونحتاجه في التحكيم او في السلاح للاقتتال فيما بيننا.

 هو مثل المنشار في التهدءة يأكل وفي الصراع يأكل لهذا هو مدرك ان استمرار هذه الفتن يدر عليه الاستقرار والترف ولتحترق روما وما فيها , لهذا كانت تنظيرات الفوضى الخلاقة وصراع الحضارات تمهيدا لمصطلح عالمي موجود في ثقافة اعتاد عليها الغرب حين كان يعاني من تطرف الاقليات , ليظهر بعبع العصر تهمة الارهاب , غطاء يتناسب مع قدر لطبخ الاسلام على طريقة الذبح المعاصر.

طبعا من السهولة اثبات هذه التهمة على اي جماعة , فبيدهم الترهيب والترغيب الهواء والماء , فلا بن لادن ولا الظواهري ولا الزرقاوي ولا البغدادي هم قادة امة بل افلام كارتون صنعتها هوليود واتمم اخراجها مشهد برجي نيويورك من قبل السيد الامبريالي العالمي.

 ولكي تكون هذه اللعبة مسيطر عليها وزع الفكر الارهابي على شعوب المنطقة بعدالة لا مثيل لها , كلا حسب مقاسه , فمذبحة سنجار التي حدثت امام انظار العالم وعلى مقربة من قوات التحالف الدولي ليست كمذبحة الهولوكوست المزعومة ! ولا تظاهرات الجزائر المتحضرة والتي لا يوازي رقيها ثقافة اي شعبا او جيشا في العالم ان ينصف كما انصف أصحاب الستر الصفراء ! ولا تفجير جامع في مدينة كريست تشيرتش النيوزلندية مثل كنيسة النجاة في بغداد ولا القديسين في الاسكندرية ولا كنيسة الكاثوليك في جنوب الفلبين ! فهي تحديد للسلم المجتمعي في أوربا بأكملها بعد ان انقلاب السحر على الساحر.

 بل ان حقوق الانسان في بريطانية تجمد امام حادثة تفجيرات لندن وتوقف الشرطة البريطانية مواطنيها المسلمين وتصادر ممتلكاتهم في حين تحرير ارضي مباحة للإرهابين في سينا او الموصل يجب ان تعامل وفق ادق نظم حقوق الانسان لان الانسانية مفهوم مطاط بنظر القوى الكبرى واجب علينا ومستحب لديهم ! ونزع الجنسية من مواطنين اوربيين وايقاف عودة حتى الاطفال منهم بعد انهيار دولة الخرافة الاسلامية المزعومة هو امر سيادي لا يشبه الواجب الحقوقي الذي تطالب به منظمات عن حقوق المعتقلين الإرهابين في سجوننا ! وانتقاد الاعدامات في مصر والعراق التي تعاني من ويلات الانهيار الامني والانهاك الاقتصادي.

 بينما نجد ان اعلى مستويات الاعدام موجودة في الصين مثلا والتي لا تعتبر منطقة صراعات كما في بلداننا ومع هذا تسقط عنها التهم لأنها بكل بساطة دولة عظمى ونحن اولاد الخائبة الذين وجدوا ليطيعوا الاوامر وبلا نقاش , بل نجد ان اكثر شعب في العالم خارج تغطية منظمة الامم المتحدة والعالم المتحضر هو الشعب الفلسطينية الذي مازالت حقوقه وارضه تغتصب من قبل الزعامات الغربية واخرها اعترافهم بالقدس وغض الطرف عن بناء مستوطنات خارج النظام العالمي الاعور , وكذلك ارض الجولان التي تهبها الولايات المتحدة وكأنها من املاك العم سام , كما فعلت من قبل بريطانيا مع فلسطين .

والان بعد كل ما تقدم عن ما يحدث بنا ولنا هل تبين من هو الاعوار الدجال , شخصية خرافية ؟ ام منظومة سياسية حقيقة ؟ نعم انه النظام العالمي الاعور انه المسيح الدجال 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك