🖋ميثم العطواني
تروج أجهزة مخابرات دول خليجية من خلال مؤسسات إعلامية على صلة وثيقة بها لإنقلاب عسكري في العراق على غرار الإنقلاب الذي حدث قبل أيام قليلة في السودان، وتشير الى تحركات عسكرية أميركية لدعم الإنقلاب، والحقيقة هي بعيدة كل البعد عن هذه الإدعاءات، وان كل ما يروج لإنقلاب، وحكومة انقاذ، واجتماعات خارجية، وتهويل إعلامي، هو كلام هراء لاقيمة له أمام الحقيقة على الأرض، ولاجل ذلك تزداد أهمية وضع قراءة موضوعية لهذا السيناريو.
اذ ان عملية انقلاب عسكري امر قد يحدث في اي دولة، إلا انه في دولة مثل العراق شهد فيما مضى من الزمن نتائج لا يحمد عقباها نتيجة الإنقلابات العسكرية التي جعلت البلد ان يصل الى قمة الدكتاتورية مما ولد نفورا لدى الشعب، بالإضافة الى ذلك تنوع طيف وميول مؤسسة الجيش العراقي، وان صاحب القرار النهائي الذي يخص القوات المسلحة كافة وليس الجيش فحسب هو سياسي قبل ان يكون عسكري، لإن قيادته العامة تحت أوامر رئيس الوزراء وهو القائد العام للقوات المسلحة، وزد على ذلك كله وهو المهم في هذا الجانب وجود قوات كبيرة توازي عدة وعدد الجيش ترتبط برئيس الوزراء مباشرتا متمثلة بهيئة الحشد الشعبي لا تسمح بالقضاء على الديمقراطية والعودة بالعراق الى أيام الدكتاتورية، فضلا عن رفض القوى الاقليمية التي تمتلك مصالح مهمة في داخل البلد ان تتأثر تلك المصالح بفعل تغيير الوضع القائم حاليا، وعلى الرغم من ذلك يجب ان تكون الأجهزة الأستخبارتية في استنفار لإداء مهامها لا سيما تلك التي تخص جمع وتحليل المعلومات، كما يجب ان يكون مصدر القرار الخاص بهذه المعلومات غير محصور في دائرة استخبارية دون التنسيق مع الدوائر المعنية الأخرى، أو تنتهي عند شخصية دون إطلاع القائد العام للقوات المسلحة عليها مهما كان حجم إنشغاله بالقضايا السياسية والإدارية.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha