طيب العراقي
يتمثل الخطر الأكبر الذي يهدّد العالم الإسلامي في اللحظة الراهنة بالفتنة المذهبيّة والطائفية. وعليه يجب أن يكون خطابنا الديني خطاباً وحدويّاً يترفّع على الحدود المذهبية الضيّقة. إنّ الانسجام والتناغم بين الحوزات العلمية والحكومة الإسلاميّة وبين الناس يمثل مفتاح الحلّ لجميع المشاكل التي نعاني منها.
إنّ العالم المعاصر ينظر إلينا، فإذا أمكن لنا أن نقدّم هذه التجربة الإسلامية العظيمة ـ التي نجحنا نسبيّاً في تقديمها إلى العالم حتى الآن ـ بوصفها تجربة متكاملة للعلاقة المثالية بين الدين والأمة، وبين النظام الإسلامي والحوزة العلميّة، وبين النظام الديني الحديث والحوزة والشعب، عندها نستطيع أن نتفاءل بأنّ تأثيرنا على مختلف طبقات المجتمعات الإسلامية والعربيّة سيكون أقوى بكثير مما كان عليه سابقاً.
يحدّثنا المنهج الفكري للسيد الشهيد الصدر بأنّ على الشيعة اليوم ـ وخاصّة في العالم العربي ـ أن يندمجوا ويتحدوا ويمتزجوا بالمجتمع غير الشيعي، وعليهم أن لا يعيشوا عزلةً بعيدة عن مشاكل أوطانهم، بل يُفترض بهم كذلك أن يسجّلوا حضورهم الدائم في القضيّة الفلسطينية، وأن يكون لهم نشاط فاعل في حلّ الأزمات والمشاكل الاقتصادية في بلدانهم، وأن لا يكرّسوا كلّ همّهم وطاقاتهم في مجرّد الشعائر والطقوس المذهبيّة.
يجب أن تكون لدينا رؤية متوازنة ومعتدلة، فعندما نعيش وسط أمّة مؤلّفة من مليار مسلم ينتمون إلى المذهب السنّي و.. ويكون كل همّنا وسط هذا العدد الكبير من النفوس البشرية منحصراً بشعائرنا وطقوسنا المذهبية الخاصة، فهذا يعني أننا نكتب على أنفسنا العزلة والانفصال عن المجتمع الإسلامي الكبير. فعلى الشيعة إذا أرادوا أن يكون لهم حضور جادّ فعليهم التفكير في القضايا العامة للمجتمع الإسلامي، وأن تكون لنا مساهمة في حلّ مشاكل هذا المجتمع، هذا مع الحفاظ على هويتهم وأحكامهم المذهبية من دون شك.
https://telegram.me/buratha