المقالات

حينما يجري البعث في عروق أحدهم..!

1564 2019-04-09

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

لم  يخف السياسي السُني صالح المطلك طائفيته يوما، مثلما لم يستطع نزع جلد البعث، الذي أرتداه في زمن نظام البعث الصدامي وما يزال، فمع أنه دخل العملية السياسية التي تشترط بمن يشارك بها، أن يتخلى عن فكر البعث وعقيدته، وأن يؤمن إيمانا مبرما؛ بالدستور الذي يتحدث عن عراق جديد، يقوم على التعددية وأحترام رغبات المكونات وعقائدها ومتبنياتها، إلا أن الرجل دأب على قيادة مركبته عكس السير، مخالفا عن قصد وعمد تطلعات شعبنا، وما جاء به الدستور!

المطلك مستحضرا تاريخه في خدمة البعث، وفي السادس من نيسان الجاري، وعلى ما يبدو كوسيلة للإحتفال بذكرى تأسيس حزب البعث، كان قد صرح؛ إن الحشد الشعبي بات ’’غير مرغوب به’’ بعد انتهاء وجود تنظيم داعش في العراق، مشيرا الى أن من ذهب الى تحالف البناء من القوى السنية، وجد أن التعايش مع "الميليشيات" أفضل من مواجهتها!

تصريحات المطلك ليست الأولى؛ ومن المؤكد أنها لن تكون الأخيرة، مادام لم يواجه بحزم يردعه؛ عن سياسات هدم الوحدة الوطنية، التي يشكل الحشد الشعبي، أحد دعائمها الرئيسية، فالحشد الشعبي مؤسسة عسكرية وطنية، شأنها شأن باقي صنوف ومسميات القوات المسلحة، والنيل من الحشد أو المساس بوضعه، يعد تعديا على الدستور والقانون، وإنتهاك لقدسية القوات المسلحة برمتها، والتصرفات سواء كانت بالأقوال أو بالأفعال ضد القوات المسلحة، تعد خيانة عظمى عرفا وقانونا، يتعين أن تواجه بما يقتضيه الموقف من حزم.

قلنا أن تصريحات المطلك المضادة للحشد؛ ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فقد صرح في مقابلة متلفزة، بتاريخ  14/8/2018، أن أحد مطالب السنة الموجهة للحكومة، هي "سحب الحشد الشعبي من المناطق التي يتواجد فيها بالمحافظات السنية"، متابعاً: "نتمنى أن يُسحب الحشد الشعبي من كل مناطق العراق، لكن بقاء الحشد الشعبي في هذه المناطق،  سيؤدي إلى عدم استقرار، ربما يجر البلد إلى داعش من نوع ثان، وهذا الأمر خطر ليس على السنة فقط، بل على العراقيين كلهم".

المطلك المتهم بسرقة مليارات الدولارات من الأموال المخصصة للنازحين، عندما كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء، يتاسى أو يغمض عينيه؛ عن حقيقة أن الحشد الشعبي، كان رأس الرمح في عملية تحرير ما أسماه بالمناطق السنية، التي سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي، بعد أن مهد له ذلك ساسة السنة، وفي مقدمتهم المطلك نفسه، بسياساتهم الهدامة للوحدة الوطنية.

المطلك كان هذه المرة واضح جدا، فقد ختم تصريحه الذي طالب فيه بحل الحشد الشعبي، بكشف نواياه من هذا المطلب حينما قال؛ المطلك ان "السياسيين السنة سيتعاملون مع الامريكان؛ لحفظ الامن في مناطقهم وحفظ الاستقرار فيها، لتخليصهم من ممارسات الحشد الشعبي في مناطقهم"، معتبرا ان "وجود الامريكان اهون من وجود "مليشيات طائفية" منتشرة بكل المناطق المحررة".

كلام قبل السلام: هذا الوضوح يكشف عن إنغماس الرجل ومعه رعيله الخياني، بمخطط أمريكي مكشوف لإعادة إحتلال العراق مجددا، وهذه المرة ليس بدعوى "تحرير" العراق؛ من نظام ديكتاتوري كنظام صدام، بل لـ"تحرير" السنة من إخوانهم، الذين أراقوا دمائهم سخية من أجل تحرير مناطقهم، من تنظيم داعش الإرهابي الذي أعترف الأمريكان أنفسهم أنهم هم الذين صنعوه!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك