قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
لم يخف السياسي السُني صالح المطلك طائفيته يوما، مثلما لم يستطع نزع جلد البعث، الذي أرتداه في زمن نظام البعث الصدامي وما يزال، فمع أنه دخل العملية السياسية التي تشترط بمن يشارك بها، أن يتخلى عن فكر البعث وعقيدته، وأن يؤمن إيمانا مبرما؛ بالدستور الذي يتحدث عن عراق جديد، يقوم على التعددية وأحترام رغبات المكونات وعقائدها ومتبنياتها، إلا أن الرجل دأب على قيادة مركبته عكس السير، مخالفا عن قصد وعمد تطلعات شعبنا، وما جاء به الدستور!
المطلك مستحضرا تاريخه في خدمة البعث، وفي السادس من نيسان الجاري، وعلى ما يبدو كوسيلة للإحتفال بذكرى تأسيس حزب البعث، كان قد صرح؛ إن الحشد الشعبي بات ’’غير مرغوب به’’ بعد انتهاء وجود تنظيم داعش في العراق، مشيرا الى أن من ذهب الى تحالف البناء من القوى السنية، وجد أن التعايش مع "الميليشيات" أفضل من مواجهتها!
تصريحات المطلك ليست الأولى؛ ومن المؤكد أنها لن تكون الأخيرة، مادام لم يواجه بحزم يردعه؛ عن سياسات هدم الوحدة الوطنية، التي يشكل الحشد الشعبي، أحد دعائمها الرئيسية، فالحشد الشعبي مؤسسة عسكرية وطنية، شأنها شأن باقي صنوف ومسميات القوات المسلحة، والنيل من الحشد أو المساس بوضعه، يعد تعديا على الدستور والقانون، وإنتهاك لقدسية القوات المسلحة برمتها، والتصرفات سواء كانت بالأقوال أو بالأفعال ضد القوات المسلحة، تعد خيانة عظمى عرفا وقانونا، يتعين أن تواجه بما يقتضيه الموقف من حزم.
قلنا أن تصريحات المطلك المضادة للحشد؛ ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فقد صرح في مقابلة متلفزة، بتاريخ 14/8/2018، أن أحد مطالب السنة الموجهة للحكومة، هي "سحب الحشد الشعبي من المناطق التي يتواجد فيها بالمحافظات السنية"، متابعاً: "نتمنى أن يُسحب الحشد الشعبي من كل مناطق العراق، لكن بقاء الحشد الشعبي في هذه المناطق، سيؤدي إلى عدم استقرار، ربما يجر البلد إلى داعش من نوع ثان، وهذا الأمر خطر ليس على السنة فقط، بل على العراقيين كلهم".
المطلك المتهم بسرقة مليارات الدولارات من الأموال المخصصة للنازحين، عندما كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء، يتاسى أو يغمض عينيه؛ عن حقيقة أن الحشد الشعبي، كان رأس الرمح في عملية تحرير ما أسماه بالمناطق السنية، التي سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي، بعد أن مهد له ذلك ساسة السنة، وفي مقدمتهم المطلك نفسه، بسياساتهم الهدامة للوحدة الوطنية.
المطلك كان هذه المرة واضح جدا، فقد ختم تصريحه الذي طالب فيه بحل الحشد الشعبي، بكشف نواياه من هذا المطلب حينما قال؛ المطلك ان "السياسيين السنة سيتعاملون مع الامريكان؛ لحفظ الامن في مناطقهم وحفظ الاستقرار فيها، لتخليصهم من ممارسات الحشد الشعبي في مناطقهم"، معتبرا ان "وجود الامريكان اهون من وجود "مليشيات طائفية" منتشرة بكل المناطق المحررة".
كلام قبل السلام: هذا الوضوح يكشف عن إنغماس الرجل ومعه رعيله الخياني، بمخطط أمريكي مكشوف لإعادة إحتلال العراق مجددا، وهذه المرة ليس بدعوى "تحرير" العراق؛ من نظام ديكتاتوري كنظام صدام، بل لـ"تحرير" السنة من إخوانهم، الذين أراقوا دمائهم سخية من أجل تحرير مناطقهم، من تنظيم داعش الإرهابي الذي أعترف الأمريكان أنفسهم أنهم هم الذين صنعوه!
سلام..
https://telegram.me/buratha