عبدالامير الربيعي
الذاكرة تعود بنا في كل عام تفعمنا بالحزن وعطر الشهادة، ذكرى استشهاد قائداً مصلحاً، نذر نفسه للتطبيق المباديء الاسلامية السامية، من أجل الأمة، ومن أجل الشعب العراقي على الخصوص، ولاننسى كيف هيأ نظام المجرم، قبل فعلته باغتيال السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قده)،بإبادته الجماعية للكرد الفيلية، هؤلاء المواطنيين العراقيين أبا عن جد لا لذنب ارتكبوه سوى لأنهم ينتمون الى قوميتهم الكردية ومذهبهم الشيعي ، وولاؤهم لأهل البيت (عليهم السلام)والتصاقهم بالمرجعية المتمثلة بالامام محسن الحكيم(رض) ومواقفهم وتضحياتهم المشرفة، من اجل الوطن والعقيدة على مر التاريخ، وتزامن مع هذه الذكرى سقوط نظام البعث الكافر كما تنبأ الشهيد الصدرالاول(قدس)، حين قال للمقبور صدام: (قتلي سيكلفك نظامك وسيسقط في يوم قتلي)، نحن في ذكرى الرجل الذي إنتهج نهج العزة والكرامة، والوعي ونهض بالحركة الإسلامية، والثورة على المستكبرين.
الشهيد السيد محمد باقر الصدر كان حاضراً في كل قضايا الأمة وهمومها وحركتها وآمالها والسعي في تحقيق طموحها، لأن الأمة كانت حاضرة في وجدانه وحركته ووعيه ،وكان يعتبر ذلك مسؤوليته فهو (المرجع والقائد) ويجب أن يتحرك بإتجاه الأمة قبل أن تتحرك الأمة بإتجاهه.
حيث كان يقتدي بالرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم عندما كان يتحرك ويعلم الناس ويرشدهم ويقودهم ويبشرهم وينذرهم ويبنيهم.
كان( قدس سره )حاضراً وهذا جزء من ندائه الأول عام 1979 بعد قيام سلطة البعث المباد بإعتقالات واسعة شملت الآلاف من أبناء الشعب العراقي حيث قال(أيّها الشعب العراقي المسلم،إنّي أخاطبك - أيّها الشعب الحرّ الأبي الكريم - وأنا أشّدُّ إيماناً بكَ وبروحك الكبيرة، بتأريخك المجيد)، كان مؤمناً بالأمة مؤمناً بالجماهير مؤمناً بالشعب العراقي وتاريخه وفي مقطع آخر من النداء يقول:( وإنّي أودّ أنْ أؤكّد لك - يا شعب آبائي وأجدادي - أنّي معَكَ وفي أعماقك، ولن أتخلّى عنك في محنتك وسأبذل آخر قطرة من دمي في سبيل الله من أجلك!.
ولم ياتي هذا الايمان بالامة والشعب العراقي من قبل السيد الشهيد(قده) من فراغ فمقاومة الشعب العراقي للطغاة وإيمانهم المطلق بأهل البيت(عليهم السلام)، والمقاومة الخاصة التي قدمها الكرد الفيلية، حيث بذلو الغالي والنفيس من اجل العقيدة والوطن والمقابر الجماعية خير شاهداً على ذلك، فضلاً عن امتلاء زنازين البعث المقبور باللاف الكرد الفيلية، واغلبهم مصيرهم مجهول لغاية اليوم،ومصادرت الاموال واسقاط الجنسية عنهم وحرمانهم التعليم وطرد التلاميذ منهم من الجامعات.
والسيد الشهيد الصدر محمد باقر (قده)وفى بوعده وجازاه الله بنيل شرف الشهادة العظمى، رحمك الله ياسيدي وطاب ثراك فالامة من بعدك تتابعة عليها الويلات ولولا دماؤك الطاهرة وتلاميذك وابناؤك ورفاقك الذين اكملوا الدرب وتصدوا للهجمة على الامة.
https://telegram.me/buratha