السيد محمد الطالقاني
اثبتت المرجعية الدينية على مر التاريخ انها صمام امان لجميع الطوائف والمكونات والاديان.
لقد كانت وماتزال المرجعية الدينية الاب الراعي للجميع وبعيدة عن كل انواع الطائفية .
لقد اثبت الشهيد السيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى ذلك في ندائه الثالث وقد صمم سماحته على الشهادة في سبيل اعلاء كلمة الحق وهو يخاطب السني قبل الشيعي, ويخاطب الكردي قبل العربي بانه صمم على الشهادة من اجل الرسالة التي توحّدهم جميعاً وعن العقيدة التي تهمهم جميعا, مبينا للعالم اجمع ان الاستكبار والطاغوت وحواضنه
يحاولون ان يجعلوا هذه المعركة معركة ليفصلوا السنة والكرد عن معركتهم الحقيقية ضد العدو المشترك وهو الطاغوت البعثي الكافر.
واليوم ونحن نعيش هذه الايام ببركة تلك الدماء الزواكي التي سالت على منحر الحرية من اجلنا يجب على المتصدين ان يكونوا في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم والتفكير بالشعب المظلوم قبل ان يفكروا بانفسهم
النداء الثالث للإمام الصدر
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وصحبه الميامين.
يا شعبي العراقي العزيز.. أيها الشعب العظيم.. اني اخاطبك في هذه اللحظة العصيبة من محنتك، وحياتك الجهادية بكل فئاتك، وطوائفك بعربك، وأكرادك بسنتك، وشيعتك، لان المحنة لا تخص مذهباً دون آخر، ولا قومية دون اخرى، وكما أن المحنة هي محنة كل الشعب العراقي فيجب أن يكون الموقف الجهادي، والرد البطولي، والتلاحم النضالي هو واقع كل الشعب العراقي.
واني منذ عرفت وجودي ومسؤوليتي في هذه الامة بذلت هذا الوجود من أجل الشيعي والسني على السواء، ومن أجل العربي والكردي على السواء، حيث دافعت عن الرسالة التي توحّدهم جميعاً وعن العقيدة التي تهمهم جميعا، ولم أعش بفكري وكياني الاّ للإسلام طريق الخلاص وهدف الجميع.
فأنا معك يا أخي وولدي السني بقدر ما أنا معك يا أخي وولدي الشيعي، انا معكما بقدر ما انتما مع الإسلام، وبقدر ما تحملون هذا المشعل العظيم لانقاذ العراق من كابوس التسلط والاضطهاد.
ان الطاغوت وأولياءه يحاولون أن يوحوا إلى أبنائنا البررة من السنة أن المسألة مسألة شيعة وسنة وليفصلوا السنة عن معركتهم الحقيقية ضد العدو المشترك.
وأريد أن أقولها لكم يا أبناء علي والحسين وأبناء أبي بكر وعمر أن المعركة ليست بين الشيعة والحكم السني، أن الحكم السني الذي مثّله الخلفاء الراشدون والذي كان يقوم على أساس الإسلام والعدل حمل عليّ السيف للدفاع عنه، اذ حارب جندياً في حروب الردة تحت لواء الخليفة الاول أبي بكر وكلنا نحارب تحت راية الإسلام مهما كان لونها المذهبي، أن الحكم السنّي الذي كان يحمل راية الإسلام قد أفتى علماء الشيعة قبل نصف قرن بوجوب الجهاد من أجله، وخرج الالاف من الشيعة وبذلوا دمهم رخيصاً من أجل الحفاظ على راية الإسلام ومن أجل حماية الحكم السني الذي كان يقوم على أساس الإسلام. أن الحكم الواقع ليس حكماً سنياً وان كانت الفئة المتسلطة تنتسب تاريخياً إلى التسنن فان الحكم السنّي لا يعني حكم شخص ولد من ابوين سنيين بل يعني حكم أبي بكر وعمر الذي تحداه طواغيت الحكم في العراق اليوم في كل تصرفاتهم وهم ينتهكون حرمتهم للإسلام وحرمة علي وعمر معاً في كل يوم وفي كل خطوة من خطواتهم الاجرامية.
ألا ترون يا أولادي وأخواني انهم أسقطوا الشعائر الدينية التي دافع عنها علي وعمر معاً؟
ألا ترون انهم ملئوا البلاد بالخمور وحقول الخنازير وكل وسائل المجون والفساد التي حاربها علي وعمر معاً؟
ألا ترون انهم يمارسون أشد الوان الظلم، والطغيان تجاه كل فئات الشعب؟ ويزدادون يوماً بعد يوم حقداً على الشعب وتفنناً في امتهان كرامته والانفصال عنه والاعتصام ضده في قصورهم المحاطة بقوى الامن والمخابرات بينما كان علي وعمر يعيشان مع الناس وللناس وفي وسط الناس ومع آلامهم وآمالهم.
ألا ترون إلى احتكار هؤلاء السلطة احتكاراً عشائرياً يضفون عليه طابع الحزب زوراً وبهتاناً؟ وسدّ هؤلاء ابواب التقدم امام كل جماهير الشعب سوى اولئك الذين رضوا لأنفسهم الذل والخضوع وباعوا كرامتهم وتحولوا إلى عبيد أذلاء، أن هؤلاء المتسلطين قد امتهنوا حتى كرامة حزب البعث العربي الاشتراكي حيث عملوا من أجل تحويله من حزب عقائدي إلى عصابة تفرض الإنضمام اليها والانتساب اليها بالقوة والإكراه. وإلاّ فأي حزب حقيقي يحترم نفسه في العالم يطلب الإنتساب اليه بالقوة؟ إنّهم أحسوا بالخوف حتى من الحزب نفسه الذي يدعون تمثيله، انهم أحسوا بالخوف منه إذا بقي حزباً حقيقياً له قواعده التي تبنيها، ولهذا أرادوا أن يدهموا قواعده بتحويله إلى تجمع يقوم على اساس الإكراه والتعذيب ليفقد أي مضمون حقيقي له.
يا أخواني وأبنائي من أبناء الموصل والبصرة من أبناء بغداد وكربلاء والنجف من أبناء سامراء والكاظمية.. من أبناء العمارة والكوت والسليمانية.. من أبناء العراق في كل مكان:
إنّي أعاهدكم بأني لكم جميعاً ومن أجلكم جميعاً وإنّكم جميعاً هدفي في الحاضر والمستقبل، فلتتوحد كلمتكم ولتتلاحم صفوفكم تحت راية الإسلام ومن أجل انقاذ العراق من كابوس هذه الفئة المتسلطة وبناء عراق حرّ كريم تحكمه عدالة الإسلام وتسوده كرامة الإنسان ويشعر فيه المواطنون جميعاً على اختلاف قومياتهم ومذاهبهم بأنهم اخوة يساهمون جميعاً في قيادة بلدهم وبناء وطنهم وتحقيق مثلهم الإسلامية العليا المستمدة من رسالتنا الإسلامية وفجر تاريخنا العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
النجف الاشرف
شعبان ـ 1399 هـ
https://telegram.me/buratha