المقالات

عتل زنيم.. بين مطرقة آل الصدر وسندان آل الحكيم.

2808 2019-04-07

كاظم الخطيب

 

الثورة قدرة، والخروج على الظالم جرأة، ومقارعة الظلم شجاعة، والصمود بسالة، والشهادة في سبيل المبادئ وعلى طريق الحرية إنما هي النصر الأكيد.

الثائرون القادرون، من أصحاب الجرأة في الخروج على الظالمين ومقارعتهم بشجاعة، والصمود بوجه الطغيان ببسالة، والطامحون إلى نيل الشهادة بعنوان النصر، هم عصارة الحاضر، ومادة التأريخ، وفخر الشعوب، ومجد الأمم.

في عراق ما بعد صدام، غابت مفاهيم الثورة، وخبت جمرة الثائرين، ولم يك سوى رجال من الماضي، فكانوا بقايا ثورة، وجذوة قدرة، وإمتداد لفكر، إلا إنهم لم يجدوا لهم ناصرين..  وعلى الرغم من ذلك فقد أحدثوا فرقاً كبيراً، وتركوا أثراً عميقاً، ليس من السهل- مطلقاً- إخفائه أو طمس ملامحه.

في عراق ما بعد صدام، أصبحت الثورة مزحة، وأصبح الثائرون بهاليل فكهين، يتندر بعضهم بمثالب غيره؛ ليقسطه من أعين الناس، ثم ما يلبث حتى يكون ساقطاً من أعينهم هو أيضاً؛ لتندر بعضهم الآخر بتتبع سقطاته ونشر مثالبه على الملأ.

في عراق ما بعد الصدر والحكيم- وأقصد الثائرون منهم لا الحاكمون- فقدت الثورة جذوتها، وأصبحت ميراثاً يتقاسمه ورثة الثائرين، ومن حضر القسمة من فقراء الوطنية، ومعدومي الوفاء.

بات ذانك الجبلان- آل الصدر،وآل الحكيم- إرثاً ومغنماً، ولم يستثمر أحد من ورثتهما ذلك الإرث الثوري، لبناء دولة نزيهة عادلة.. حتى أصبح سندان الصدر ومطرقة الحكيم تحفاً فنية، ومقتنيات أثرية على رفوف الساسة الحاكمين.

سقط صدام، وتهاوت دولته، وإنقشعت عوارض ظلمه التي كانت تمطر العباد كفراً وطغياناً.. سقطت دولة البعث وسقطت معها كل أكاذيب الثورة المزعومة، التي لم تك سوى إنقلاب مدبر وبإرادة أمريكية..  سقطت دولة الكفر على أيدي ناصريها من أئمة الكفر وسادة الكافرين- أمريكا- ولم تك لتسقط هذه الدولة الظالمة أبداً؛ لولا ضربات الحق، التي توالت عليها، وهي بين ذانك السندان الثائر، وتلكم المطرقة المجاهدة.

كانت دولة الخوف- دولة البعث وصدام- شجرة مورقة، تضرب بجذورها أعماق الأرض، وتناطح بأغصانها عنان السماء، وكانت أوراقها من الكثافة؛ لدرجة أنها قادرة على حجب أشعة النور عن حقيقة ظلم قادتها وإستبداد رجالها، وكانت من القوة، بحيث لا يمكن لأي محتطب أن ينال من أغصانها شيئاً- وإن كان يابساً- وكانت تتلقى رعاية مميزة، وحماية فريدة.

كان السيد محمد باقر الصدر، أول من تجرأ على هذه الشجرة، وضرب جذورها في العمق، وأثبت للعالم أنها ليست سوى دولة من الخوف، قد أسست على شفا جرف هار، وأنها سوف تنهار بأهلها في نار جهنم؛ من خلال الثورة عليها، ورفض الظلم، وتجفيف منابعها من المناصرين لها، من خلال عدم الألتحاق في صفوف البعث الكافر.

جاءت الضربة الثانية؛ عندما قام السيد محمد باقر الحكيم، بإنتزاع أوراق هذه الشجرة، والسماح لخيوط الضياء، وأشعة النور، بالسقوط على خبايا دولة البعث ونظام صدام وزواياهما المظلمة، وبيان حقائق ظلم وإستبداد وعمالة هذه الدولة وذلك النظام.

أصبح الضعف واضحاً جلياً على صدام؛ بعد الضربة الشعبانية التي وجهتها له مطرقة الحق وسندان الصمود، حتى بدأ يتخبط في قراراته ويضرب بعنف، ويتصرف بحماقةِ أفقدته توازنه، وأضعفت قدرته على إدارة شؤون دولته، فأصبح رهينة بيد أسياده الأمريكان، وغدى تحت وصاية دولية، حتى صار يعطي نفطه  مقابل الغذاء، وإجبرته على تقديم كثير من التنازلات على حساب سيادة البلاد، كما أجبرته على التعاون مع لجان تفتيشية، كان لها الحق بتفتيش أي مكان في العراق.

تظافرت ضربات الحق، من آل الصدر وآل الحكيم على هذه الشجرة الملعونة، فكانت الضربة الثالثة، التي وجهها السيد محمد صادق الصدر، بأقامة صلاة الجمعة، مكملة لجهود الصدر الأول الذي نخر جذورها، والحكيم الذي نزع عنها أوراق الخديعة والتضليل، فكانت النتيجة؛ أنهم وبتظافر جهودهم وتوالي ضرباتهم التي كانت تصدر من سراج واحد، وتهدف إلى غاية واحدة، أوصلوا أمريكا واليهود والغرب والعالم العربي أجمع، إلى حقيقة واحدة وهي إن صدام وحزبه، قد باتا ورقة خاسرة، وشجرة جرداء، يجب إقتلاعها من جذورها؛ فكان التغيير رغماً على أولئك الظالمين، بجهود هؤلاء الثائرين.

لابد للعراق اليوم من عودة لأخلاقيات الثورة، ومبادي الإصلاح، ولا بد من الجمع بين المطرقة والسندان مرة أخرى؛ للضرب على رؤوس الفساد، وأيدي الفاسدين، ولابد لنا من إستلهام روح الوحدة التي كانت في سلوك الثائر الشهيد محمد الأول، والمجاهد الشهيد محمد الثاني، والعامل الشهيد محمد الثالث، من آل الصدر وأل الحكيم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك