السيد محمد الطالقاني
لقد كان النداء الاول للشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) هو التمجيد بتمسك وولاء الشعب العراقي بمرجعيته الرشيدة , هذا الشعب الذي يجمل تاريخا جهاديا على مدى التاريخ ضد الاستكبار واستطاع ان يقف صامدا بوجه كل المحاولات التي ارادت طمس معالم تاريخه العريق برفعه شعار هيهات منا الذلة.
لذا وقفت المرجعية الدينية على مدى التاريخ مع هذا الشعب الولائي الحسيني ولم تتخل ابا عن محنته وبذلت الدماء من اجل حماية هذا الشعب.
لقد دافع الشهيد الصدر في ندائه الاول عن الشعائر الحسينية والمراسيم الدينية التي كانت واضحه في خطابه المستميت مع السلطة البعثية الكافرة.
كما كان البعد السياسي في هذا النداء واضحا وجليا عندما دعا الشهيد الصدر السلطة البعثيية الى اعطاء دور الشعب العراقي في اختيار من يمثله في السلطة باجراء انتخابات عادلة وان يختار طريقه الصحيح والابتعاد عن القسوة الحزبية التي تمارسها اجهزة البعث المقبور.
هذه صرخات مدوية من الشهيد الصدر اطلقها ضد الحكم البعثي البائد وهو في ؤاوج غطرسته وعتجهيته .
النداء الاول للإمام الصدر
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه الميامين.
أيها الشعب العراقي المسلم: اني اخاطبك أيها الشعب الحرّ الأبي الكريم، وأنا أشدُّ الناس ايماناً بك، وبروحك الكبيرة، وبتاريخك المجيد، وأكثرهم اعتزازاً لما طفحت به قلوب أبنائك البررة، من مشاعر الحب والولاء والبنوة للمرجعية اذ تدفقوا إلى أبيهم يؤكدون ولائهم للإسلام بنفوس ملؤها الغيرة والحمية والتقوى يطلبون منّي أن أظل أواسيهم وأعيش آلامهم عن قرب لانها آلامي.
وأني أود أن أؤكد لك يا شعب ابائي وأجدادي اني معك وفي أعماقك ولن أتخلى عنك في محنتك، وسأبذل آخر قطرة من دمي في سبيل الله من أجلك.
وأود أن أؤكد للمسؤولين أن هذا الحكم الذي فرض بقوة الحديد والنار على الشعب العراقي وحرمه من أبسط حقوقه وحرياته من ممارسة شعائره الدينية لا يمكن أن يستمر، ولا يمكن أن يعالج دائماً بالقوة والقمع وان القوة ما كانت علاجاً حاسماً دائماً الاّ للفراعنة والجبابرة. اسقطوا الآذان الشريف من الاذاعة فصبرنا، أسقطوا صلاة الجمعة من الاذاعة فصبرنا وطوقوا شعائر الامام الحسين «ع» ومنعوا القسم الأعظم منها فصبرنا، وحاصروا المساجد وملؤوها امناً وعيوناً فصبرنا، وقاموا بحملات الإكراه على الانتماء إلى حزبهم فصبرنا، وقالوا انها فترة انتقال يجب تجنيد الشعب فيها فصبرنا، ولكن إلى متى، إلى متى تستمر فترة الانتقال، إذا كانت فترة عشر سنين من الحكم لا تكفي لإيجاد الجو المناسب لكي يختار الشعب طريقه فأية فترة تنتظرون؟
واذا كانت فترة عشر سنين من الحكم المطلق لم تتح لكم أيها المسؤولون اقناع الناس بالإنتماء إلى حزبكم إلاّ عن طريق الإكراه فماذا تأملون؟ واذا كانت السلطة تريد أن تعرف الوجه الحقيقي للشعب العراقي فلتجمد اجهزتها القمعية اسبوعاً واحداً فقط، ولتسمح للناس بأن يعبروا خلال اسبوع واحد كما يريدون!
انني أطالب بأسمكم جميعاً أطالب باطلاق حرية الشعائر الدينية وشعائر الامام أبي عبدالله الحسين «ع». كما وأطالب باعادة الآذان وصلاة الجمعة والشعائر الإسلامية إلى الاذاعة وأطالب بأسمكم جميعاً بايقاف حملات الإكراه على الانتساب إلى حزب البعث على كل المستويات وأطالب بأسم كرامة الإنسان بالإفراج عن المعتقلين بصورة تعسفية وإيقاف الاعتقال الكيفي الذي يجري بصورة منفصلة عن القضاء. وأخيراً أطالب بأسمكم جميعاً وبأسم القوى التي تمثلونها بفسح المجال للشعب ليمارس بصورة حقيقية حقه في توفير شؤون البلاد وذلك عن طريق اجراء انتخاب حرّ ينبثق عنه مجلس حرّ يمثل الأمّة تمثيلاً صادقاً، وأني أعلم أن هذه الطلبات سوف تكلفني غالياً وقد تكلّفني حياتي، ولكن هذه الطلبات هي مشاعر امة، وطلبات امة، وأرادة امة، ولا يمكن أن تموت امة تعيش في أعماقها روح محمد وعلي والصفوة من آل محمد واصحابه، واذا لم تستجب السلطة لهذه الطلبات فإني ادعو أبناء الشعب العراقي الأبي إلى المواصلة في هذه الطلبات مهما كلفه ذلك من ثمن، لأن هذا دفاع عن النفس، دفاع عن الكرامة دفاع عن الإسلام، رسالة الله الخالدة والله ولي التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد باقر الصدر
النجف الاشرف ـ 20 رجب 1399 هـ
لذا يجب علينا التمسك والولاء والطاعة لقيادة المرجعية الدينية التي تعتبر امتدادا لمقام النبوة والامامة وممهدة لظهور الامام المهدي (ع), فما تراه هذه القيادة الربانية فيما يصلح ساحتنا السياسية هو الذي يجب ان يؤخذ به, وهذا التمسك بلا شك يقصر طريق المعانات ويخفف الالم التي تمر بها الامة الاسلامية في عموم العالم وخصوص المنطقة وهو الذي سوف يحقق النصر القريب باذن الله تعالى
https://telegram.me/buratha