المقالات

إقليم البصرة مطلب كهرمانة والاربعين (نائب)

1918 2019-04-05

باقر الجبوري

اليوم ليس من العجب ان نرى واحدا وعشرون نائبا في مجلس محافظة البصرة من بين خمسة وثلاثين نائب يصوتون للدعوة للأقليم، فمجلس المحافظة في حالة أستنفار، لمجابهة الزائر الغير مرغوب به القادم من بغداد، نعم وليس لمجابهة خطر الامطار، أو خطر المخدرات

او خطر عصابات القتل والتسليب والخطف، وليس حتى لمواجهة تجاوزات بعض العشائر على انابيب النفط او على الشركات النفطية الاجنبية، وليس لمجابهة الدكات العشائرية التي تستهلك الكثير من واجبات القوات الامنية وتقطع الطرق الرئيسية للمحافظة ويقتل فيها الابرياء من الصغار والكبار والتي تصل حد تهديد ضباط ومنتسبي تلك القوات من سكنة المحافظة بالمطالبات العشائرية في حال تدخلهم في الموضوع

هي كذلك ليس لمجابهة المافيات المسيطرة على المنافذ الحدودية وأرصفة الموانيء هولاء هم انفسهم الفاسدين في مجلس المحافظة والذين لم يقدموا لمحافظتهم أي شيء خلال اعوام طويلة (هم أو احزابهم التي أستبدلتهم بمن سبقهم) وهم انفسهم واحزابهم من كان يعارض اقامة اقليم البصرة في السابق ووجهوا حينها سهام غدرهم وتطاولهم نحو المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم (المطالب الاول بالاقليم) بحجة ان الاقليم سيمزق العراق مع وجود صورة أقليم كردستان ماثلة امامهم ودون ان ينبسوا عنه بكلمة واحدة ضد القائمين عليه.

الجميع يعلم انهم لم يستطيعوا ادارة البصرة سابقا ولن يستطيعوا ذلك لاحقا . ليس لانهم غير قادرين او انهم غير فاهمين بل لانهم فاسدين او راغبين ببقاء هذا الفساد ليدوم ملكهم ووجودهم وامبراطورياتهم التي بنيت بالفساد والرشوة

نعم؛ فمشكلة البصرة ومأسيها وألامها ونقص الخدمات فيها وسيطرة العصابات والمافيات والاحزاب وبعض العشائر والمتنفذين من السراق والفاسدين على كل مرافق المحافظة لم تأت من فراغ فهؤلاء انفسهم واحزابهم وتياراتهم كانوا المسؤلين عن تلك المآسي فهل كانت البصرة تقاد برجال من المريخ مثلا..

ولو لم يكونوا مقتنعين بغير ذلك او انهم غير راضين على أداء الحكومة المركزية فلماذا لم يقدموا استقالاتهم لإبراء ذمتهم أو ان يقولوا الحقيقة للجميع وأمام الملاء.

لعل السؤال الاهم هو؛ لماذا لم يفكروا بالوقوف مع من كان يطالب بالاقليم سابقا؟!السيد رئيس الوزراء عادل عبد المهديوفي أول زيارة له للمحافظة اعترف بما وجده في الساحة السياسية للبصرة حينما قال (مشكلة البصرة مشكلة سياسية وليست مشكلة أموال أو مشكلة خدمات).

لماذا اذن يقون هؤلاء بالدعوة للاقليم في هذا الوقت وما الفارق الذي حصل في البصرة فاغاضهم لهذه الدرجة.

الحقيقة...ان كل ما في الامر هو انقلابهم على قرار رئيس الوزراء بارسال شخص من بغداد ليكون رقيبا عليهم او مكلفا بمتابعة شؤون البصرة عن قرب او من منصب أدنى كما كان يحدث حتى في زمن اللانظام .

هنا فقط ثارت ثائرتهم..مع انهم لم يبدوا هذا الموقف من اختيار عبطان لنفس المنصب في بغداد وبعض المحافظات

وكلامي هذا لايبريء ساحة من وقف مع القرار ولم يصوت في مجلس المحافظة فهم بين أمرين

الاول ..أنهم لايستطيعون الوقوف بوجه رئيس كتلتهم الذي تم اختياره لهذا المنصب في البصرة

الثاني..انهم لايعتقدون أنه سيتعامل معهم كما سيتعامل مع الاخرين من نواب مجلس المحافظة الفاسدين

عود على بدء؛ نواب البصرة المصوتين للاقليم يعتقدون ان الرجل القادم من بغداد جاء لكي يتشارك معهم المليارات التي صرفت او ستصرف للمحافظة لاعمارها او الموازنة التي يطالبون بها.

هم كذلك لايريدون ان يكشف المستور عن حجم فسادهم وسرقاتهم والمقاولات التي سلموها لاحزابهم؛ مشاريع وهمية (تبليط..مقرنص.ارصفة الخ الخ) منافذ حدودية (....) أرصفة الموانيء..أتاوات الشركات النفطية وسرقة النفط، حصص تجارة السلاح والمخدرات!

الفرق بين هؤلاء النواب وبين الاربعين حرامي الذين كانوا مختبأين في (البستوكات) هو أن كهرمانة كانت قد صبت عليهم الزيت الساخن فاحرقتهم وأما اخوتنا من نواب البصرة وخلال سنوات من السكون داخل ((بستوكاتهم)) كانت الحكومة تصب عليهم العسل والخمر والنساء فتحولت ((البستوكة)) الى فلل وقصور وهم محبوسون فيها بارادتهم الشخصية ليبتعدوا بها عن المجتمع البصري الذي انتخبهم لرفع الحيف عنهم فكان العكس حيث توالدت وتكاثرت هذه ((البستوكات)) فأصبحت في تزايد مستمر حتى لم يعد في خزانة كهرمانة ما يكفي من العسل لرشه عليهم فباتت تستجدي القروض من الدول الاخرى لتأمين ذلك العسل..

نعم..عسل وفلل وخمر بالمليارات ليس للمجتمع البصري من حصة فيها الا مما يصدر من أقمعة هذه البستوكات من روائح نتنة تخرج من بطون هذه التماسيح التي لاتعرف الرحمة ليملؤا العالم بالروائح والاصوات النشاز...

اين كان هؤلاء حينما كان المجتمع البصري يشرب الماء المالح ويغتسل بماء هو الاقرب وصفا لماء المجاري وأين كانوا أثناء أنقطاعات التيار الكهرباء دون مطالبة المركز بدفع ديونها الى الجارة ايران خوفا من قطع التيار لوجود الاخطار من الجانب الايراني حول التسديد قبل ستة أشهر

طبعا ساكتين..لانهم كانوا قد أستلموا حصصهم من كيكة المشاريع الترقيعية من التبليط والارصفة والمقرنص وجسور عبور المشاة المظحكة التي أصبحت جزءً من أثار المحافظة

فالتبليط على التبليط، والمقرنص على المقرنص وكذلك الارصفة، دون مراعاة للأهم على المهم...

قد لايتفاعل البعض مع ما نقول؛ بحجة اننا ضد مصالح أهل البصرة أو يتصور ان كلامنا للدفاع عن شخص معين دون غيره او لتبرير قرار السيد رئيس الوزراء مع اننا لم نتكلم عن أسرار مثلث برمودا بل ان كل ما ذكرناه هو حقائق بسيطة معروفة لدى أي شخص متتبع للشأن البصري..

بإعادة الساعة الى الوراء نتسائل؛ مالذي جعل محافظ البصرة المنتخب للبرلمان ان يترك مقعده هناك والعودة الى محافظة البصرة مع انه لم يقدم للبصرة شيئا خلال الفترة الماضية.

وإذا كان يقول أن المركز هو السبب في تردي الاوضاع في البصرة فلماذا لم يترك مكانه لغيره ليثبت أنه غير موافق على ارادات الحكومة السابقة (العبادي) او اللاحقة (عبد المهدي) والسعيد من أكتفى بغيره كما يقال...

ثم نتسائل من سيحكم الاقليم؟!ولنتذكر...قبل فترة من الزمن وبعد حصول اتفاقيات تقسيم مجالس محافظتي بغداد والبصرة بين تياريين معروفين فوجيء الجميع بعودة فايروس حرق مكاتب الاحزاب وبيوت النواب الى البصرة والجميع يعرف الفاعل (جهلة جهلة جهلة) للحصول على مكاسب اخرى اضافة للتي حصلوا عليها في بغداد فاحرقوا معها اتفاقهم حول مجلس محافظة بغداد ليخسروا منصب المحافظ فيها كذلك بسبب جشعهم وإنعدام التزامهم بأي وعد او حلف يتعهدوا به.

فهل ستعود هذه عدوى الحرق من جديد للحصول على رئاسة الاقليم؟! ومن يستطيع الوقوف بوجه عصابات تمتهن القتل لاجل حفنة قليلة من الدولارات فكيف بهم امام مليارات قد تضيع من بين ايديهم في أي لحظة؟!

لم نتكلم عن احلام او نبوآت قد تحصل بهل هي دمج لحقائق لازلنا نعيشها ونعيش مآسيها ولم تغادر ذاكرة الماضي والحاضر وكذلك المستقبل

زبدة الحديث...مطلب الاقليم اليوم ليس مطلب المجتمع البصري مع اننا نؤيده ولكن ليس الان..

وليس مطالبات هولاء الفاسدين فليخرجوا منها أولا ثم سيكون حينها كلام أخر!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك