المقالات

شعلة البعث صباحي..وجبين الشمس ساحي..!

2068 2019-04-03

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

تختار الشعوب خيرة أبنائها لحل معاضلها، فللحروب تختار أشدهم بأسا وشجاعة، وللعمل تختار أقواهم عزيمة، وللفن والمعمار تختار أحسنهم ذوقا، وللتشريع تختار أكثرهم حكمة، فهل فعلنا هذا لمواجهة معاضلنا التي صنعنا معظمها بأيادينا؟!..

قطعا لا؛ والدليل أن من أوكلنا لهم المحافظة على حقوقنا، وعدم التفريط بها إزاء من أغتصبوا كلها، ها هم يتحالفون مع الغاصبين الأزليين، الذين كانوا يريدوننا أن نبايع طاغيتهم صدام؛ على أننا خول، كما فعلوها قبل أربعة عشر قرنا؛ عندما انتزعوا البيعة للطاغية الفاسق يزيد..

لقد تسامحت دولتنا بديقراطيتها الكرتونية، مع البعثيين الى حد الإسفاف، وتحولت جرائم البعث بحقنا؛ الى مسالة حساب شخصي، مع أن الأمر والواقع ليس هكذا، فعندما يخوض جيشا ما حربا ضد بلد آخر، لا يبحث عن الجندي الذي أطلق رصاصة؛ فقتلت شخصا ما، فالجيش يعد كله من أطلق تلك الرصاصة فقتلت ذلك الشخص، وكذا الأمر مع البعثيين، فلا يصح تصنيفهم أو تمييزهم فكريا على الأقل، فكلهم معتنقي فكر الشمول والقهر والظلم، والدرجات بالتنفيذ أو بما أتيح للبعثي أن ينفذ من جرائم، وإلا فكلهم مجرمون.

أكذوبة عدم تلطيخ أيديهم بدماء العراقيين، اكذوبة لن تنطلي على أحد، فكلهم شركاء متضامنون وأعضاء في منظمة واحدة، مؤمنون بأهداف أقسموا عليها بأيمان معتبرة لديهم، ومع كل هذا لم ينفذ من قانون المساءلة والعدالة حرف واحد، بل بالعكس جمد تماما.

لقد أعيد آلاف من الضباط البعثييين؛ من الذين كانوا منخرطين في قمع شعبنا، من تشكيلات فدائيي صدام، وأجهزة الأمن القومي والمخابرات، وضباط الأمن والحرس الخاص والحرس الجمهوري، الى مراكز أكثر أهمية مما كانوا يشغلونها إبان (زمنهم)الأغبر.

ها هي مئات المواقع القيادية الحساسة في الدولة، الممنوعون عنها بموجب الدستور النافذ، الذي أنقعه مجلس نوابنا وشرب ماءه، قد شغلوا ها بأستثناءات وحتى بدون أستثناءات، وبعضهم مستشارون في مجلس الوزراء ومجلس النواب ورئاسة الجمهورية، بل من بينهم عدد من الوزراء والوزيرات!

هم اليوم في الطريق لأنشاء ـ أو أنشأوا ـ قوة عسكرية بدعم سعودي، ومواربة من قبل تيارات سياسية شيعية، تعج تنظيماتها بالبعثيين، لتكون هذه القوة أداة لتنفيذ مخططهم بالأستيلاء على السلطة، وسيكون الإستيلاء بلا ضجيج؛ وبمباركة مكشوفة من الأمريكان الذين  بيدهم الصولجان.

في المرة السابقة، حينما كانت قواتنا المسلحة؛ تخوض معارك التحرير ضد الدواعش الأشرار، كانوا يقودون المظاهرات التي اقتحمت المنطقة الخضراء ليحتلوا البرلمان..في هذه المرة ليسوا بحاجة لذلك، فهم موجودين في البرلمان رسميا كنواب منتخبين، وعلى مقربة من مجلس النواب هم أيضا في وزارة الخارجية، التي تعج بهم بمباركة معالي الوزير "السيد".!

كلام قبل السلام: أذا بقيت أبوابنا مفتحة للبعثيين بهذا الشكل الأستخذائي، سنستمع في وقت ليس ببعيد، من إذاعة بغداد وتلفزيون العراقية، نشيد البعث؛ شعلة البعث صباحي..وجبين الشمس ساحي..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك