قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
تختار الشعوب خيرة أبنائها لحل معاضلها، فللحروب تختار أشدهم بأسا وشجاعة، وللعمل تختار أقواهم عزيمة، وللفن والمعمار تختار أحسنهم ذوقا، وللتشريع تختار أكثرهم حكمة، فهل فعلنا هذا لمواجهة معاضلنا التي صنعنا معظمها بأيادينا؟!..
قطعا لا؛ والدليل أن من أوكلنا لهم المحافظة على حقوقنا، وعدم التفريط بها إزاء من أغتصبوا كلها، ها هم يتحالفون مع الغاصبين الأزليين، الذين كانوا يريدوننا أن نبايع طاغيتهم صدام؛ على أننا خول، كما فعلوها قبل أربعة عشر قرنا؛ عندما انتزعوا البيعة للطاغية الفاسق يزيد..
لقد تسامحت دولتنا بديقراطيتها الكرتونية، مع البعثيين الى حد الإسفاف، وتحولت جرائم البعث بحقنا؛ الى مسالة حساب شخصي، مع أن الأمر والواقع ليس هكذا، فعندما يخوض جيشا ما حربا ضد بلد آخر، لا يبحث عن الجندي الذي أطلق رصاصة؛ فقتلت شخصا ما، فالجيش يعد كله من أطلق تلك الرصاصة فقتلت ذلك الشخص، وكذا الأمر مع البعثيين، فلا يصح تصنيفهم أو تمييزهم فكريا على الأقل، فكلهم معتنقي فكر الشمول والقهر والظلم، والدرجات بالتنفيذ أو بما أتيح للبعثي أن ينفذ من جرائم، وإلا فكلهم مجرمون.
أكذوبة عدم تلطيخ أيديهم بدماء العراقيين، اكذوبة لن تنطلي على أحد، فكلهم شركاء متضامنون وأعضاء في منظمة واحدة، مؤمنون بأهداف أقسموا عليها بأيمان معتبرة لديهم، ومع كل هذا لم ينفذ من قانون المساءلة والعدالة حرف واحد، بل بالعكس جمد تماما.
لقد أعيد آلاف من الضباط البعثييين؛ من الذين كانوا منخرطين في قمع شعبنا، من تشكيلات فدائيي صدام، وأجهزة الأمن القومي والمخابرات، وضباط الأمن والحرس الخاص والحرس الجمهوري، الى مراكز أكثر أهمية مما كانوا يشغلونها إبان (زمنهم)الأغبر.
ها هي مئات المواقع القيادية الحساسة في الدولة، الممنوعون عنها بموجب الدستور النافذ، الذي أنقعه مجلس نوابنا وشرب ماءه، قد شغلوا ها بأستثناءات وحتى بدون أستثناءات، وبعضهم مستشارون في مجلس الوزراء ومجلس النواب ورئاسة الجمهورية، بل من بينهم عدد من الوزراء والوزيرات!
هم اليوم في الطريق لأنشاء ـ أو أنشأوا ـ قوة عسكرية بدعم سعودي، ومواربة من قبل تيارات سياسية شيعية، تعج تنظيماتها بالبعثيين، لتكون هذه القوة أداة لتنفيذ مخططهم بالأستيلاء على السلطة، وسيكون الإستيلاء بلا ضجيج؛ وبمباركة مكشوفة من الأمريكان الذين بيدهم الصولجان.
في المرة السابقة، حينما كانت قواتنا المسلحة؛ تخوض معارك التحرير ضد الدواعش الأشرار، كانوا يقودون المظاهرات التي اقتحمت المنطقة الخضراء ليحتلوا البرلمان..في هذه المرة ليسوا بحاجة لذلك، فهم موجودين في البرلمان رسميا كنواب منتخبين، وعلى مقربة من مجلس النواب هم أيضا في وزارة الخارجية، التي تعج بهم بمباركة معالي الوزير "السيد".!
كلام قبل السلام: أذا بقيت أبوابنا مفتحة للبعثيين بهذا الشكل الأستخذائي، سنستمع في وقت ليس ببعيد، من إذاعة بغداد وتلفزيون العراقية، نشيد البعث؛ شعلة البعث صباحي..وجبين الشمس ساحي..!
سلام..
https://telegram.me/buratha