السيد محمد الطالقاني
إنّ حياة الامام موسى بن جعفر(ع) بدأت في أصعب المراحل والمقاطع الزمنيّة حيث كانت أوضاع بني العبّاس قد استتبّت، بعد فراغهم من الصراعات والخلافات والحروب الّتي كانت دائرة فيما بينهم في بداية حكمهم.
لقد امتدت امامة الامام الكاظم (ع) من عام 148 الى عام 183 للهجرة أي مايقارب خمس وثلاثون عاما حيث عاصر حكم اكثر سلاطين بني العبّاس تجبراً واجراماً وهم المنصور وهارون، و المهدي والهادي.
في مثل هذه الظروف جاء دور خلافة الامام الكاظم (ع) الّذي كان شابّاً في مقتبل العمر، وكان يخضع لاشد الرقابة الامنية من قبل طاغية عصره هرون المجرم حيث كانت السلطة العباسية تشعر أنّ خطر الامام الكاظم (ع) على جهاز الخلافة هو خطرُ قائدٍ كبير يتمتّع بالعلم والتقوى والصلاح، ويعرفه الجميع. وله أتباعٌ ومحبّون في جميع أرجاء العالم الإسلامي. ويتمتّع بشجاعةٍ لا تهاب أيّة قوّةٍ مهما بلغت. لكنه برغم كل هذه المضايقات الامنية كان مشغولاً بالدعوة إلى الإمامة والقيام بالتبليغ والوعظ والرشد الاسلامي. مقاوما بصلابة الموقف وبصريح المنطق سلطة الاجرام العباسي الذين بالغوا في نشر الرذيلة ومحاربة المنهج الاسلامي الصحيح.
استطاع الامام الكاظم (ع) ان يقاوم سلطة العباسيين وأقلقهم وهو في سجنه حتى دسوا له السمَّ وقضى شهيدا ... .فسلامٌ على إمامنا الكاظم يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يُبعثُ حيّا .
https://telegram.me/buratha