المقالات

وللناس فيما يرهبون مذاهب..!

2280 2019-03-31

كاظم الخطيب

 

الإرهاب سلاح الجبناء، وخيار الضعفاء، وأداة الحمقى، ووسيلة العاجز عن الوصول لغايته، أو تحقيق هدفه بالطرق المشروعة؛ كونه لا يمتلك الحجة ولا الوسيلة لإقناع المقابل بوجهة نظره، لذلك تجده يلجأ للإرهاب من خلال إستخدام أقصى درجات العنف، وأقسى ممارسات الظلم والإضطهاد. 
لكل إمرء ِ مذهب ما، يذهب إليه في التعبير عن توجهه، ومعتقده الخاص، الذي يحدده السلوك الفردي، المرتبط بسلوكيات من هم على شاكلته العقدية، ونمطية تفكيره، ومستوى إدراكه الفكري، من خلال تعاطيهم مع مفردات الحياة بشكل يجعلهم منفردين عن غيرهم، بسلوك خاص، وتوجه مستقل.
لا يقتصر مصطلح المذهبية، على فئة ما، أو شريحة معينة، أو دين خاص، أو قوم دون غيرهم، أو بلد بعينه، على العكس مما يلصقه البعض- جهلاً أو قصداً- من تهمة المذهبية بالأديان فقط، فالسياسة وغيرها من الممارسات والعلوم الإنسانية لها مذاهب أيضاً، وخير دليل على ذلك؛ ما حصل مؤخراً في نيوزيلندا.
إن العمل الإجرامي الذي حصل في نيوزيلندا، لم يك عملاً فردياً، كما لم يك عبثياً مطلقاً، وهو لم يأتِ عن فراغ، كونه جاء ضمن توجه عام، وسلوك منتظم، وعقلية تمتلك حساً عالياً من الحقد، وقدراً كبيراً من الشذوذ، وتمتلك ولاءً لمرجعية سياسية بعينها، تعتبرها المثل الأعلى في إعتناق مذهب الإرهاب الدموي، والتمييز العنصري، والتطهير العرقي، كما صرح به السفاح الأسترالي برينتون تارانت الذي ارتكب مجزرة المسجدين في نيوزيلندا.
سلوك عنصري شاذ، وممارسات متطرفة بغيضة، هي مفردات لسجل ترامب الحافل بالخطابات التحريضية والمواقف العدائية تجاه العرب والمسلمين ، ففي حادثة لافتة؛ تم طرد السيدة المسلمة روز حميد من مؤتمر إنتخابي لترامب، وصاحبت عملية إخراجها، خطابات كراهية، وصرخات حقد، من جمهور ترامب، وبعقلية متطرفة بغيضة حاقدة، وهو دليل واضح على تأثير خطاب ترامب العنصري عليهم؛ مما حول الحشد الجماهيري بالكامل، إلى إعتناق مذهب ترامب اليميني المتطرف.. كان ذلك كله؛ وهو مرشح للرئاسة، ولما يفز بعد، فكيف به وقد تربع على عرش الإستكبار العالمي؟.
لقد أصبح لترامب في جميع أرجاء الغرب اليميني المتطرف؛ أنصاراً ومريدون، ولعل المجرم الأسترالي برينتون خير شاهد على ذلك؛ فقد صرح علناً، بأنه وبعمله الإجرامي هذا، قد دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإعتباره رمزاً لهوية البيض والأهداف المشتركة المتجددة، مما يؤكد عالمية الخطاب الترامبي المتطرف تجاه الإسلام والمسلمين .
لقد كان للموسيقى حظ أيضاً في مذهب التطرف العالمي، الذي لم يعد إعتناقه حصراً على الأمريكيين أو الغربيين، بل شاركهما في ذلك العرب الهجين، من ملوك الإستخراء الخاضعين- لكل ما هو غير عربي- فقد تشابهت سلوكياتهم، وتطابقت ممارساتهم، فعندما أقدم السفاح برينتون على ذبح المصلين في مسجدي مدينة كرايست تشيرش الأسترالية، كان ذلك في بث حي، وعلى أنغام الموسيقى، مشابهاً ومطابقاً بذلك، لما قام به المجرم السعودي صلاح الطبيقي، عندما كان يقطع أوصال الخاشجي نشراً- بمنشار خاص جاء به من السعودية- فإنه قد طلب من فريق الإعدام المرافق له، بتشغيل الموسيقى؛ لأنها- على حد تعبيره- تساعده على التركيز.
توافق وتطابق واضح جلي، بين مذهب ترامب الأبيض العنصري، وبين المذهب الوهابي التكفيري، فذاك يدعو إلى تعزيز الكراهية والحقد والعنصرية المتأصلة في أمريكا والغرب ضد المسلمين، وهذا يدعو إلى تعزيز مبدأ البغض والحقد والكراهية ضد الشيعة، وإعتبارهم غير مسلمين من خلال إطلاق فتاوى التكفير ضدهم، وجواز قتلهم.
ختاماً ..
فإن للإرهاب في عموم العالم مذهب، كما للشرف والإنسانية في عمومه مذهب، والحمد لله الذي جعل خاصة المسلمين- من غير الوهابية أو التكفيريين- وخاصة الشيعة على مذهب الشرف والشرفاء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك