المقالات

ماذا بعد أن غدونا "آخر" و"آخِر"..؟!

1689 2019-03-31

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

ركزنا في عدة مقالات على موضوع الإصلاح، الذي يعد موضوع الساعة؛ لأنه بات  حاجة ملحة وقضية مستعجلة، يجب أن يقاربها العراقيين بلا إبطاء، وإلا فإنهم سيبوءون بخسران مبين، إن على صعيد خسارة الزمن، أو على صعيد الخسائر المادية .

على طريق الإصلاح؛ وكي نكون منطقيين، ونصل إلى حلول لمشكلاتنا؛ التى بدت مستعصية في باب مكونات مجتمعنا، يتعين أن نعترف أولاً بوجود تلك المشكلات، ثم أن نقر بأنها عميقة متجذرة، وأنها بالتالي ليست طارئة.

بعد عمليتي الإعتراف والإقرار هاتين، وإذا كنا راغبين رغبة مخلصة للتوصل الى حلول، يفترض بنا نقوم بتحديد الفروق والأسباب؛ التي أدت الى أن يتكون لكل من تلك المكونات؛ رأيها ونسيجها المستقل الذي تتمسك به ولا تحيد عنه.

الإختلافات من طبيعة البشر؛ ومن صميم العلاقات الإنسانية، لكن "خلافاً" جوهرياً بين الديانات والمذاهب والطوائف، فكلها تتحدث عن الله الواحد، والخير والشر، بل إن التعاليم الدينية والمذهبية؛ لا تختلف كثيراً عن الفلسفات الوضعية، إبتداءا من شرعة حمورابي، إلى ما تكلم به زرادشت وبوذا، من حيث تنظيم المجتمعات والعلاقات.

المخاطر على الإنسانية لا يمكن أن نجدها؛ في ثنايا الديانات السماوية أو في الفلسفات الوضعية، لأنه لا وجود لها في الأصل، وإنما تطوع أتباع الديانات؛ وفي فترات متأخرة عن التأسيس الأول لكل دين، بإضافتها لتصبح صفة ملازمة لهذا المذهب أو تلك الطائفة، ومثلما تعلمون فإن المذاهب الإسلامية الأربع، تأسست وتشكلت بعد عصر الرسالة بثلاثة قرون، فيمت تأسس المذهب او الدين الوهابي قبل قرنين من الزمان تقريبا.

النتيجة أننا كمسلمين على الأقل، تحولنا الى "آخر" و:آخِر"؛ وكل"آخر" نفي "الآخر" وتخطئته ورفضه رفضاً مطلقاً، فما بللك بـ"الآخر" الذي هو ليس من نوعك؟! والمفارقة في واقعنا الإسلامي، فأنك إن حاورت أحد ممثلي (الآخر) المسلم، سينفي أعتناق الرفض والتخطئة، وجميعنا تقريبا نتحدث عن التسامح ؛وتلك هي الخطورة!

التسامح مفردة  خطيرة لمن يفهم مغزاها ومعناها، وهي أيضا مفردة مخطوءة تؤسس للتفرقة! ومعناها أن (الآخر) على خطأ وأنك تسامحه على خطأه وخطيئته! ولعل الجواب المنطقي يأتي من تساؤلات مؤداها: ما معنى أن تعقد المؤتمرات والندوات، ضمن الجانب (الواحد) دون الجوانب (الأخرى)؟ وما معنى أن يفسر أحدهم النصوص الأصلية، ليظهر من خلال تفسيره أن من ينتمي إليه على جادة الصواب، وغيره في الضلال؟ وما معنى أن نلصق التهم بالآخر، ونهدده بالنار التي أعدها الله للكفار؟ 

عند هذه النقطة بالذات؛ سيفقد الحوار ضرورته، وسيبدو وكأن لا قيمة له، بعد أن يتمترس كل واحد في خندقه لا يبرحه، ولا يقبل أن يشاركه الفضل أحد. 

كلام قبل السلام: بعد أن غدونا "آخر" و"آخر"، وبعد أن توصلنا الى حقيقة أننا بتنا هكذا مجاميع من الـ"آخرين"، يتعين أن نتفهم حقيقة أنه لم يكن لأي صراع؛ أن يستشري بيننا لولا وجود المستفيدين، وكي يضمن هؤلاء المستفيدين استمراريتهم، قسمونا كغنائم بينهم وفق هذا المنظور، فأوجدوا أجيالاً ورتباً من المستفيدين، الذين يحرصون على استمرار هذا النهج، نهج  ان نبقى "آخر" و"آخر"..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك