باقر الجبوري
متلازمة ستوكهولم هو (( مصطلح يطلق على الحالة النفسية التي تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو من أساء إليه بشكل من الأشكال, أطلق على هذه الحالة اسم "متلازمة ستوكهولم" نسبة إلى حادثة حدثت في ستوكهولم في السويد حيث سطا مجموعة من اللصوص على بنك كريديتبانكين هناك في عام 1973، واتخذوا بعضاً من موظفي البنك رهائن لمدة ستة أيام، خلال تلك الفترة بدأ الرهائن يرتبطون عاطفياً مع الجناة، وقاموا بالدفاع عنهم حتى بعد تخليصهم من الخاطفين وبقيت ذكرى الحادثة في ادمغتهم تجرهم الى التعاطف مع الخاطفين وخلق الاعذار لهم )) منقول ...
واقول ... سمعت مرة احد الأشخاص الهاربين من عصر الزمن الجميل في العراق عام 1998 واثناء مقابلة له في احدى محطات الراديو وهو يرد معقبا على طرح المذيع الذي كان يقول ان الشعب العراقي خذل علمائه ومراجعه وتناسى دماء الشهداء الذين اعدمهم صدام ونظامه البعثي بسكوته وعدم قيامه بثورة للثأر من هذه الطغمة الضالة المضلة
فتدارك السيد لقول المذيع وأجابه قائلا ....
كلا لاتقل ذلك ... أرجوك
فالشعب العراقي قوي وجسور وثوري لكن حكم البعث طغى بشناعته وأساليبه الدنيئة على كل كل الظلمة من الحكام الذين حكموا العالم من مسلمين وكفرة ...
بل لقد أستعان بكل كفرة العالم ووضفهم لخدمته في عمليات الابادة والقتل والتصفية
انت لم تسمع سابقا بتجارب الكيمياوي والجرثومي على السجناء الفيلية في نكرة السلمان
انت لم تسمع بالاكراد وهم يدفنون احياء في حفر كبيرة تتسع للعشرات لتردم عليهم بالشفلات
ولم تسمع ببشر يذوبون بالتيزاب وهم احياء
ولم تسمع ببشر تأكلهم الكلاب وهم أحياء
ولم تسمع ببشر يلقون من اسطخ البيوت وهم مربطين بالحبال
ولم تسمع ببشر يرمون بمكائن عملاقة لفرم اللحم وهم أحياء
ولم تسمع بزوجة تغتصب انام زوجها أو ببنت تغتصب أمام أبيها
ولم تسمع بطفل رضيع يرمى الى الحائط حتى يتناثر دماغه من شدة الظربة أمان ناظري أبويه
ولم تسمع باعدام كل طلبة كليات الطب لمرحلة معينة ممن يحملون أسم مصطفى حتى بلغ عددهم المئات لان احدهم اعترف قبل ان يموت في التعذيب ان مسئوله في التنظيم اسمه مصطفى في كلية الطب ولم يكمل فاعدم كل من يحمل هذا الاسم لكيلا ينجوا مصطفى المطلوب لهم ويذكر احد الدفانة ان عدد الذين دفنهم في ذلك اليوم ويحمل اسم مصطفى كان يزيد على 200 معدوم
ولم تسمع
ولم تسمع
ولم تسمع
فبهت المذيع ساكتا
واستمر السيد بالكلام وهو يذرف الدموع ويقول ماذا أبقى صدام وجلاوزته من أمر ولم يفعلوه بالشعب العراقي .انتهى
واليوم البعض من الشعب العراقي في بعض الاحيان يعاني من متلازمة صدامهولم ليدافعوا عنه دفاعا مستميتا ويسمون زمنه بالزمن الجميل والعصر الذهبي للعراق ويتذاكروا بينهم كيف كانت الحصة التموينية تكفيهم في زمن كان فيه سعر كيلوا الطحين (( ابو النشارة والمخلوط من فصم التمر )) يبلغ 1.250 دينار وكان راتب الموظف فيه لايزيد عن خثلاثة الاف دينار بين عامي 1992 و1995 ويتكلمون عن الامان في زمن كانت قوافل الموت تاتي من حروب الكويت والشمال وجثث المفقودين في ارض الحرام مع ايران ناهيك عن الموت البطيء بسبب الحصار ونقص الدواء الذي عانى منه العراقيون اجمعين ما عدى العائلة الحاكمة والعشيرة الحاكمة والحزب الحاكم
والعجيب ان البعض يمجد هذا الزمن الجميل ويملأء صفحة الفيس بخطابات القائد الظرورة وبصوره ويتباكى عليه وعندما تساله عن عمرة تجده لم يتجاوز 25 سنة فما دون
بمعنى ان ايام الزمن الجميل قد مرت عليه وهو مرتديا لدشداشته المقلمة من غير ملابس داخلية يلعب في ازقة المدينة و (( خنينته )) تملا انفه المزكوم باحثا عن أجمل الخلويات في ذلك الزمن وهي (( ظروك الفار )) او (( العسلية )) ولربما كان الزمن الجميل قد مر عليه فعلا وهو في اجمل ايامه وهو ياكل لفة الفلافل المغشوشة بالباقلاء بدل الحمص
شلون زمن حلو .. انطيه لعدوك
نكتة ... مجنون يعبر الشارع وهو يردد بصوت خافت شيلمهن .. شيلمهن .. شيلمهن
وعندما سأله المارة .... خالي شبيك شنو هن ؟؟؟
فقال بصوت مرتفع ... صور الريس
واخذ يصرخ ... اذا سقط صدام شراح يلم الصور مالته
طبعا تعرفون الخاتمة ... فعندما استدار أخينا (( المخبل )) بوجهه يمينا ويسارا فلم يجد ذلك السائل ولم يجد المارة الذين تجمعوا حوله (( لقد ذاب الجميع من الخوف ))
فقد كانت عقوبة هذا الجريمة هي الاعدام شنقا حتى الموت لكل من يستهزأء بشخص القائد الضرورة وبكل من يسمع بهذا الاستهزاء ولايخبر السلطات بالامر ليصل الامر لاعدام الاقرباء لغاية الدرجة السابعة
حقا ... هذا هو الزمن الجميل
https://telegram.me/buratha