ميثم العطواني
كان في السابق يفهم من الحرب على أنها نزاع مسلح تستخدم فيها الجيوش والأسلحة بمختلف أنواعها، حتى اتضح فيما بعد ان الحروب لم تقف عند استخدام القوات المسلحة، وان هناك حروب تفوقها بنسبة الدمار الذي تخلفه على شتى المستويات، ولم تكن الحرب الإقتصادية إلا نوعا فتاك من أنواع تلك الحروب، حيث تجبر دول على التضحية بمليارات الدولارات في سبيل تجنب أشرار هذه الحرب وما يترتب عليها من تبعات تسهم في تدمير صناعاتها الحيوية، وعزلها عن السوق العالمية، والتسبب في إفلاسها وإحداث الفوضى والمجاعات، كما لها أهمية كبيرة في دعم وتحقيق أهداف سياسية، وهذا ما يعد أخطر من النزاعات المسلحة، وما أعلن في تقارير عن هذه الحرب التي تشنها الإمارات على العراق لم يكن إلا أنموذجا ينبغي التوقف عنده لمناقشة تفاصيله لما له من أهمية فائقة تخص العراق والعراقيين .
لم يكن إعلان دولة الإمارات في مؤتمر إعمار العراق عن مساعدات قدرها خمسمئة مليون دولار، إلا اكذوبة تدخل ضمن إطار التمويه على الحرب الإقتصادية التي تستهدف فيها العراق، وخير دليل انها لم تفي بإعلانها ولم تقدم اي مبالغ أو مساعدات، وما وجود خمسة آلاف وخمسمئة قطعة أثرية في متحف اللوفر في أبو ظبي قام داعش بتسريبها خلال احداث عام ألفين واربعة عشر إلا دليل آخر .
يبدو إن حكومة الإمارات سعت جاهدة للإلتحاق بركب الدول التي تحارب العراق وتكن له السوء، حيث عملت على عرقلة ميناء الفاو الكبير، هذا الميناء الذي كاد ان يكون واحدا من أكبر الموانئ في الخليج العربي وينافس ميناء جبل علي في مدينة دبي، ولكن بعد الشروع بتنفيذه توقف العمل فجأة، ويرى خبراء بحسب تقارير ان الإمارات استخدمت اذرعها لعرقلة المشروع بهدف ان تبقى هي المحطة الكبرى لنقل البضائع في المنطقة، بالإضافة الى ذلك انها تسهم في عمليات تهريب النفط العراقي، حيث يجري تهريب مئتي الى ثلاثمئة الف برميل نفط يوميا، تستقبلها الإمارات بشكل علني دون اي حساب لما يترتب على علاقاتها مع العراق، ولم تكتف بهذا، بل تمارس تبييض الأموال وذلك عبر سياسة الإغراق السلعي، وتوفير غطاء قانوني لمافيات الفساد عن طريق تزويدهم بوثائق ووصولات مصدقة رسميا لكنها تخالف القيمة الحقيقة للبضائع المصدرة .. هذا بالإضافة الى ممارسة طرق واساليب أخرى تدخل ضمن إطار الحرب الإقتصادية، وبالرغم من هذا كله، ان السفارة العراقية في الإمارات، والملحقية الإقتصادية، يخيم عليهما الصمت، وللمواطن الحق ان يتساءل عن دور وزارة الخارجية بصدد هذا الموضوع الخطير الذي يكلف البلد مليارات الدولارات .
وبقى السؤال الذي يطرح نفسه: مَن الذي يستعيد آثارنا من متحف اللوفر في دبي؟.. ومتى يتحقق هذا؟
https://telegram.me/buratha