قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
من متطلبات بقاء إسرائيل كدولة هو أن تكون قوية، فيما يبقى جيرانها الذين نجح مخطط تحويلهم من خصوم الى جيران مروضين ومن ثم الى أصدقاء ولكن ضعفاء..!
ومن خلال ضعفهم يضمن الإستعمار الأستيطاني الصهيوني في أرضنا المحتلة بفلسطين تفوقه الدائم عليهم، ولن يتحقق هذا الضعف الموازي للقوة الصهيونية، إلا بإنهاك مستمر للعرب بحروب بينية، وبما يشغلهم دائما عن عدوهم الأول، بل أن هذا الإنهاك سيجعل حلم التنمية والرخاء العربي بعيد المنال حتى وإن كان العرب أغنى شعوب الأرض، وسيصل العرب وفقا لهذه المخطط الى حال يجوعون فيه، وسيتبعون من أستحوذ على ثروتهم كالكلاب وفقا لمبدأ: أجع كلبك يتبعك..!
بعيدا عن مفهوم نظرية المؤامرة الذي طالما تعكز عليه الساسة العرب، نشهد نجاحا منقطع النظير لخطة جرى تنفيذها بثبات ودأب منذ بدأ الصراع مع الصهيونية، هذه الخطة تصل اليوم الى صفحاتها الأخيرة، والمتمثلة بنجاح عملية استبدال الصٍّراع العربي الصهيوني بالصٍّراع الطائفي في داخل الإسلام..
فكي تعيش الدولة العبرية، وهي النتاج العملي للصراع، كان لابد من إنتاج صراع بديل عبر تأجيج الصٍّراع المذهبي السنٍّي الشيعي، وهي عملية محسوبة ومضمونة النتائج لمن يعملون على صناعه، ليس لأنه صراع حتمي وطبيعي، ولكن لأن لهذا الصراع العبثي جذوره، التي يمكن إروائها بريات قليلة من الفتاوى والأحقاد كي تنتعش شجرته الخبيثة ، لتورق سموما مثل سموم القرضاوي والعريفي ومن على شاكلتهما..
النجاح الجديد الذي تحقق للصهيونية، ويمثل لها فتحا مبينا، أن تبنى هذا المشروع العرب أنفسهم..!
وهاكم هذا الكم الهائل من الساسة والمثقفين والمفكرين ,المحللين السياسيين ورجال الدين ممن ينفخون على المنابر في الصراع السني الشيعي ويؤججونه..وربما يصل عدد الساعات في القنوات الفضائية في اليوم الواحد، والتي تبث سموم التأجيج الى ما يزيد عن ثلاثة آلاف ساعة في اليوم الواحد، ناهيك عن آلاف المواقع الألكترونية ومواقع البث الفيدوي، والكتب والكراريس، ومنظمات ومؤسسات المجتمعات المدنية، وكلها دائبة الترديد لمقولات التأجيج...
لقد كان النجاح الصهيوني باهرا في بناء السلفية الإسلامية، وهي الشكل المسلم للعنصرية الصهيونية، فإذا كانت الصهيونية تقوم على مبدأ أن اليهود شعب الله المختار، فإن السلفية ذهبت الى مدى أبعد، حينما كفرت الآخر وحللت دمه، والصورة مفجعة، ونحن أزاء كارثة كبرى نقل فيها الخلاف الذي لا ضرر فيه، والمتجذر فقهيا من حقل الدين الى حقل اليدين...!
كلام قبل السلام: السببية مبدأ عقلي مستوحى من الواقع وذلك لتقارب بين السبب والنتيجة''
سلام..
https://telegram.me/buratha