رسل السراي
فصل الربيع فصل البدايات؛ ففيه تتهيأ الأرض لإرتداء أجمل أثوابها، ليبدأ فصل مليء بالتجدد والأمل، وألوان الزهور بمختلف أشكالها وألوانها وعطورها، وفيه ترتفع زقزقه العصافير وتعود الطيور المهاجرة إلى أعشاشها وأوطانها بعد وقت طويل من الغربة، فليس هناك أجمل من دفئ الربيع الذي ينبعث إلى أعماق الأرض.
تنشر الشمس أشعتها؛ إلى الأرض لتزيل عنها برد الشتاء، يا له من فصل عابق بالحياة والبهجة والفرح، ولكن يا ترى هل تشمل هذه الفرحة وطني الجريح؛ الذي عانى من ويلات الحروب والدمار بالإضافة إلى الفساد المتفشي في كل أجزائه ؟ وهذا ما حدث يوم الخميس21آذار ، حينما غرقت عبارة سياحية بنهر دجلة في محافظة الموصل، حيث كانت العوائل تحتفل في بداية فصل الربيع، وتتنزه في جزيرة وغابات أم الربيعين، لكن بسبب الجشع والفساد الإداري المتفشي بالنفوس الضعيفة، هو الذي دفعهم إلى عدم تحذير المواطنين بشروط السلامة المعدة للجزيرة .
تشير التحقيقات الأولية؛ بأن العبارة كانت تحمل أكثر من إستيعابها حيث إنها لاتستوعب أكثر من(50)راكباً، إلا أنها كانت حُملت بعدد يفوق قدرتها الإستيعابية، حيث كان على متن العبارة أكثر من(200)راكباً، مما أدى إلى غرقها، كل ذلك بسبب جشع وطمع مالكها والغاية الربح السريع بالأموال على حساب أرواح المواطنين، فأدى ذلك لغرق عدد كبير من الرجال والأطفال والنساء .
فمن يتحمل مسؤولية هذا الحادث المؤلم؟ فلابد من الحكومة العراقية أن تعمل على فتح التحقيقات الفورية؛ لكشف المتسببين لتلك الحادثة المأساوية ومعالجتها وفق القانون؛ وعدم السماح بتكرارها، وأن تعمل الحكومة والجهات المختصة بتعويض ذوي الضحايا وتلبية مطالبهم .
وأخر ما نتمناه من الحكومة ووزارة السياحة، أن تعمل على توفير الحماية وشروط السلامة، للأماكن السياحية والترفيهية في العراق، لكي يسود العراق الراحة والأمان، فكان الله عوناً لذوي الضحايا بذلك الحادث المؤسف، متمنين للمصابين بالشفاء العاجل.
"قتلى وغرقى في ربيع مدينةٍ أضحت خريفاً والحياة تهازر الموت أقسم أن لايبارح ثلة.. كالطير تزهر للسماء تسافر!!" رحم الله كل من عانقته مياه دجلة وتدفقت بأحشاءه.
https://telegram.me/buratha