محمد كاظم خضير
في كل بلاد الدنيا تحصل حوادث مؤسفة يذهب ضحيتها أشخاص أبرياء وتذوي حياة أفراد مثل الورود ، ممن كانت أوطانهم تنتظرهم من أجل أن يدفعوها إلى النهضة والنماء.
غرق أكثر من 100 شخص اغلبهم من النساء والأطفال .رحمهم الله جميعا شهداء والهم اهلهم الصبر والسلوان.كان المنطقة جزيرة ام الربيعين لايكفيها مابها من اهمال واوساخ منقطعي النظير..حتى تصبح ايضا قبرا لأطفالنا وعوائلنا .كانها لايكفيها تسلط بعض الاجلاف عليها واذاهم للسائح والمتريض حتى عافها الناس هي ومائها كيف يتحول الاهمال الى موت ..وثم زيارة لبعض المسؤولين لذرالرماد في العيون كافية لنقول كل شي تمام وصلى الله وبارك..طبعا المسؤولون لاينسون نصيبهم من الابتسامات الصفراء امام عدسات الكاميرات.فهذا اهم شيئ الا يستحون من الوقوف امام جث شهداء .اين هم واين هو..من يهتم..لااحد..كنت اتمنى ان تكون مثل هذه الحوادث درسا يتبعه عمل وتنظيم جديد..ولكن بعد ايام تعود حليمة لعادتها القديمة..يقولون قضاء وقدر..بالله عليكم.....كيف نظلم القضاء والقدر...لو كان هناك بضع سترات للنجاة هل كان هناك تدخل للقضاء والقدر..كاننا نقول للمريض لاتاخذ الدواء..فان مت او شفيت هو قضاء وقدر..اين الاخذ بالاسباب..واين اعقلها وتوكل..اين القوارب المرخصة واين السلامة الفنية؟.
لكن ما حصل في جزيرة ام الربيعين من غرق عوائل نتيجة ركوبهن في زورق متآكل هو مؤشر مخيف بحق ، ولم يكن أمراً طبيعياً بحال ، وهو قمة لجبل جليدي قاعه مرعب، ومن أجله كان هذا المقال
كانت حادثة مثل جزيرة ام الربيعين تضطر فيها أفواج الإطفاء للقدوم من مركز المحافظة للمساعدة في إنقاذ زورق صغير لعدم توفر الإمكانيات في مدينة السياحة ! فما الحال بمصيبة على المستوى الوطني (لا سمح الله) مثل زلزال كارثي قادم.
من هي الجهة المسؤولة عن حماية الناس وأرواحهم ، ولماذا لا يتحول الهاجس الأمني ، ليكون شاملاً لحياة الناس! ولماذا لا تستنفر كافة الطاقات من أجل الأمن الاجتماعي كما تستنفر إذا مسَّ أحد قداسة بعض الأشخاص أو الجهات.
ان المسؤول : ، محافظة الموصل و مدينة السياحية وزارة الداخلية والبخصوص الشرطة النهرية! .. وهل سيتفرق دم المواطنين بين القبائل ؟
لقد كانت الناس على موعد مع الموت ، وعندما اردو الصعود إلى القارب كانت فيه مسافات صغيرة يضرب الموج منها بعض الماء ، وضحك الناس البائسون ، وهم يصعدون العبارة .
منطق العبارة سنة ربانية ، ونتائجها الماحقة نتيجة قطعية ، ومن يتسلون بحرمان الناس من مناهجهم الأخلاقية يدفعون السفينة إلى القاع البعيد ، ويقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : “مثل القائم على حدود الله والواقع فيها ، كمثل قوم استهموا على سفينة ، فأصاب بعضهم أعلاها ، وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على من فوقهم.
إننا نحب بلدنا العراق ولا نريد لأي جزء منها أن يكون تحت الخطر، ونريد حملة وطنية هائلة لإنقاذها من أجل أن لا تكون هي تايتانك ثانية ، وهذا يحتاج إلى إعادة بناء منهجية أخلاقية عميقة ، وإقصاء ، وفتح أبواب الحرية ، وضمان أمن الناس الاجتماعي واحترام حقوق الإنسان ، ونذكر الجميع ، بأن من الفرائض الشرعية ثم الأخلاقية والوطنية أن نحافظ عليها ، وأن نقاوم غرقها ولو دفعنا دمنا لذلك ، ومهما تكن النتائج ، ولن نأخذ إذناً من أحد لذلك.
همسة أخيرة : أيها السادة الربابنة الذين لا يحسون بالامواج التي تسبب الغرق! ويبتسمون عندما نتكلم أو ينظرون باستعلاء إلينا أو بتكبر أو باستخفاف ، ظانين أن مهاراتهم الخارقة كفيلة بالنجاة ، وأن هذه السفينة الصغيرة أقل من أن يهتم لها أحد … نحن جميعاً في خطر إذا لم تهتموا بأرواح الناس وتعتبروا أن أمن المجتمع قبل أمنكم الخاص … وثقوا تماماً أن الشعب كله ينظر إليكم … وماذا تفعلون …
مسكين من صعد على العبارة البائس ، كان يمكن له أن يبقى حياً ويحفظ الأرواح لو ادركو خطورة الأعداد الكبيرة .
حسنٌ .. ألا يريد أحد أن يترك هذه السفينة كيلا تغرق؟
هل سينتهي الأمر بإدانة مدير جزيرة ام الربيعين ؟ وهل الحل هو تعليق رحلات الطلاب إلى أجل غير مسمى!!
ونحن نخشى حقيقة أن تكون هيبة أي مسؤول (مهما علا أو نزل موقعه) أهم من المواطن.
الخاتمة ماذا لو كنا من ركاب هذه السفينة ؟ كيف كان سيكون حالنا ؟ هل سوف نجد من أعمالنا ما ينجينا الله به مثل أصحاب الغار ؟ أم هل سوف نمهل حتى نتوب من الذنوب و المعاصي التي نصر عليها جهاراً نهاراً و كأننا نحارب الله بها و لا نعتبر بمراقبته لنا و لا بشدة أخذه إذا أخذ ... إن أخذه أليم شديد.
نسأل الله أن لا يؤاخذنا بما أسررنا وما أعلنا وما قدمنا وما أخرنا وما أسرفنا وأن يوفقنا لتوبة نصوح قبل أن تغرق بنا سفينة الحياة
https://telegram.me/buratha