زيد الحسن
يـحكى أنه كان هناك مجموعة من القنافذ تعاني البرد الشديد ،فاقتربت من بعضها وتلاصقت طمعا في شيء من الدفء ، لكن أشواكها المدببة آذتها ،فابتعدت عن بعضها فأوجعها البرد القارص فاحتارت ما بين ألم الشوك والتلاصق ،وعذاب البرد ، ووجدوا في النهاية أن الحل الأمثل
هو التقارب المدروس !
بحيث تحقق أقصى قدر من الدفء والأمان مع أقل قدر من الألم ووخز الأشواك ، فاقتربت لكنها لم تقترب الاقتراب المؤلم ، وابتعدت لكنها لم تبتعد الابتعاد الذي يحطم أمنها وراحتها .
واجبات مجلس النواب هي تشريع القوانين وسنها ، بما يخدم البلاد والعباد ، هذا ما كنا نعتقده بعد ان انتهت حقبة النظام السابق وكانت القوانين حينها تشرع من قبل الزعيم الاوحد .
برلماننا العراقي وتشريعاته منذ سقوط النظام الى يومنا هي كالاتي ؛ منح كل برلماني مبلغ خيالي تحت قانون ( تحسين المعيشة ) وراتب خرافي ورواتب حمايات ونثرية مفتوحة ، بالاضافة الى راتب تقاعدي يعادل عشرة اضعاف راتب ضابط بالجيش برتبة كبيرة .
اقر برلماننا رواتب ومخصصات وحقوق الى ؛ كل من سنحت له الفرصة بالهجرة الى خارج البلد وترك وطنه ، او بالاحرى تخلى عن وطنه واختار احد الدول الاوربية ومنتجعاتها وجنسيتها بديلا عن وطنه سن له قانون ( رفحا ) يستلم هذه الحقوق هو وذريته الى يوم يبعثون .
كل السياسيين والقتله والمجرمين واصحاب الفتن الطائفية والقومية سن لهم قانون ايضاً يحميهم ويقربهم من الحكومة تحت وصاية ( المصالحة الوطنية ).
مجرمين السجون من السراق والفجار سن لهم قانون ( السجناء السياسيين ) .
مواطنين يستولون على الساحات الفارغة والاراضي الزراعية والمساحات المتروكة للخدمات ، يستولون عليها تحت تهديد السلاح ومن ثم بيعها باثمان زهيدة ، شرع لهم ايضا قانون يحميهم ( تمليك العشوائيات ).
الجنود والعساكر الضعيفة قلوبهم والذين ليس في ضمائرهم ذرة مواطنة شرع لهم قانون ( المفسوخة عقودهم ).
طالب فاشل دراسياً يعيد المرحلة الواحدة ثلاث سنوات سن له قانون ( امتحانات الدور الثالث ).
بنكلادشي او اخر من خارج البلاد يسكن عاماً واحدا في العراق سن له قانون ( الجنسية الجديد ).
خونة العراق الذين يمجدون الطاغية وعلناً في الفضائيات ويترحمون عليه سن لهم قانون ( اللحمة الوطنية ) .
تغلق المعامل والمصانع نهائياً وتباع معداتها في المزاد العلني كخردة رخيصة الثمن وتعتبر نفايات يجب تدويرها تحت قانون ( الاستثمار من دول الجوار ).
بعد كل هذه التشريعات نلاحظ ان هناك دعوه صريحة من برلماننا الموقر ان نصبح قتلة وسراق وفاشلين ، او نهاجر خارج البلاد حتى نحظى باحد هذه القوانيين ، فلا يوجد قانون واحد شرع من اجل المواطن الصالح والشريف ، الا قانون واحد وهو قانون الضرائب والجباية على اي معامله يقوم بها .
لا نقول لكم لا تصفحوا عمن اخطئ او ارتكب ذنب ، لكن لا تقربوهم هذا القرب ليغرزوا في جسدنا اشواكهم وتقتلنا هذا القتل كله .
تمنيت ان تكون عقولكم كعقول القنافذ وتبين ان عقولكم شيطانية التكوين ولا ينفع معها نصح الناصحين .
https://telegram.me/buratha