ميثم العطواني
صار يتفنن البعض بتزويق المسميات المرفوضة شرعا وقانونا، حتى وصل الحال أن يطلق على السارق "يستفاد"، والذي يخالف القانون "سبع"، والمزور "يفتهم"، والمرتشي "مرتب"، والغير ملتزم "أريحي"، والمقصر في واجباته "سبورت"، هذا وبالإضافة الى الكثير من المصطلحات الشائعة التي بات غالبية الشارع إستخدامها، لا بل ربما أصبحت لغة خاصة تمجد أصحابها، ولكن مهما اتسع حجم تداولها إلا أنها تبقى ضمن السياقات الغير رسمية.
حين نمعن النظر جيدا، نرى ان الأمر تعدى مسميات الشارع، لتصل لغة التزويق الى مؤسسات الدولة الرسمية!!، ليطلق على
عسكري هرب من ساحة المعركة "إعادة المفسوخة عقودهم"، إستحوذ على أراضي الدولة وأتخذها للسكن لا بل صار يتجار بها "تمليك العشوائيات"، أجنبي سكن العراق سنة واحدة "قانون الجنسية الجديد"، هاجر العراق وتجنس يستلم مرتب شهري وعائلته بالكامل "قانون محتجزي رفحا"، سياسي إرهابي لص يعاد "المصالحة الوطنية"، فاشل دراسيا في المرحلة الواحدة "إمتحانات الدور الثالث".
رحم الله عالم الإجتماع علي الوردي عندما قال "وعيب العرب الأكبر أنهم مولعون بالحذلقات اللغوية في زمن نحن أحوج الناس فيه إلى ما ينير لنا سبيل الحياة ويشجع النبوغ والابداع في الأفراد".
https://telegram.me/buratha