ميثم العطواني
ليس جديدا على الولايات المتحدة الأمريكية منذ إحتلال بغداد وسقوط النظام السابق تدخلاتها الغير مبررة في الشأن العراقي، المرفوضة وفق البروتوكولات والأعراف الدولية، وتماما كما هو متوقع لزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني الى بغداد ولدت إحباطا كبيرا لحكومة واشنطن، أعلن على ضوءها عن أول رد فعل أمريكي لرفض التدخلات الإيرانية في العراق، هذا الرد الذي حمل رسالة تهديدا واضحة المعالم الى بغداد قبل ان توجه الى طهران، حيث دعا المبعوث الأمريكي برايان هوك الحكومة العراقية الى البحث عن دوافع زيارة روحاني إلى العراق، مشددا على إنه لو كان الأمر يتعلق بأمن وسيادة واستقرار العراق فالإجابة هنا ليست إيران، وهذه الرسالة تحمل في عنوانها تهديدات أمريكية صريحة بأن الوحيد القادر على استقرار العراق هي الولايات المتحدة الأمريكية، وبخلاف هذا سنواصل العمل على ارباك المشهد السياسي في بغداد، وعلى تردي الوضع الأمني في المحافظات لاسيما نينوى وصلاح الدين والأنبار اللاتي تسعى القوات الأمريكية بقوة إعادة عصابات داعش الاجرامية لها بهدف زعزعة أمن واستقرار البلد، لتضمن ورقة رابحة تلعب بها متى ما تشاء .
التقارب الإيراني مع العراق لم يعجب أمريكا والكثير من الدول الأخرى، وذلك لإنه ربما يكون عائقا حيال تنفيذ أجندات خاصة تنوي واشنطن وحلفاءها تفيذها في العراق، بالإضافة الى الخطوات التي أعلن عنها روحاني خلال زيارته بغداد وهي، زيادة حجم الصادرات الإيرانية، والغاء العمل بنظام تأشيرة الدخول بين البلدين، ومد خطوط سكك حديد تربط البلدين، وهذا ما يسهم بتعزيز الأقتصاد الإيراني ويزيد من حجم دخول البضائع بمختلف أنواعها للعراق، وهذا ما يتضارب مع حركة تجارة الكثير من الدول المصدرة للعراق والتي تخسر بهذا الإتفاقية مليارات الدولارات .
إذا خلاصة القول، إن أمريكا وحلفاءها من الدول الأخرى المعترضة على زيارة روحاني الى بغداد، لن تعنيها مصلحة العراق لا من قريب ولا من بعيد، وإن ما تبتغيه من خلال سياساتها هو تطبيق أجندات تجعل من البلد يرزح تحت رحمة قيودا كبلته للحيلولة دون تقدمه والنظر الى مصالحه، وإلا بماذا تفسر هذه الإعتراضات بل تتعداها لتصل الى التهديدات الواضحة الصريحة المعلنة، لاسيما وإن أضعف خلق الله من دول العالم تستقبل من تشاء وتتفق على ما يخدمها ولا تسمح بالتدخلات الخارجية بشأنها الداخلي .
لم تكتف واشنطن بالتهديد والتدخل المباشر في أدق تفاصيل البلد، بل أساء المبعوث الأمريكي الرسمي برايان هوك للشعب العراقي بكافة أطيافه ومكوناته عندما صرح بإن العراق أصبح محافظة إيرانية، متجاهلا ان سفارته في بغداد تضم عددا يصل الى ضعف عدد السفارة الإيرانية بإكثر من مئة مرة، ناهيك التطرق الى تواجد أكثر من تسعة عشر ألف جندي أمريكي على الأراضي العراقية.
ليس بالغريب على من يتدخل بشؤون الآخرين وتهديدهم ان يسيء بحقهم، لكن الغريب حقا هو الصمت المطبق الذي يخيم على موقف الحكومة الرسمي ويمنعها من الرد على تلك الإتهامات التي تسيء للعراق وشعبه!! .
https://telegram.me/buratha