المقالات

مصادرة فكر شهيد المحراب..الظلامة الجديدة..!

2218 2019-03-08

حيدر السراي

 

لم يكن شهيد المحراب رض يوما ضمن نطاق العائلة او الحزب فقط، بل كان ذخيرة فكرية للامة الاسلامية، عندما نتحدث عن شهيد المحراب فنحن نتحدث عن العضد المفدى للشهيد باقر الصدر رض، وعلينا ان نتعرف عليه من هذا المدخل تحديدا.

في خضم فوضى الصراع السياسي القائم حاليا، الكل يدعي وصلا بليلى، وكل ابناء شهيد المحراب على تشتتهم يجمعون على الولاء لهذا القائد الفذ، لكن المحزن ان نجد استخفافا بفكر الشهيد وكل بحسب ذائقته الفكرية وموقفه السياسي الحالي، لا اطالب الاطراف المختلفة ان يتنازلوا عن متبنياتهم الفكرية ومواقفهم السياسية الحالية، لكنني اطالب باصرار ان يحافظوا على استقلالية فكر شهيد المحراب ولا يجعلوا من تراثه سوقا للتبضع بحسب حاجاتهم لاثبات الرأي السياسي.

خلال فترة الانشقاق الاخير وجدت نفسي ضائعا ما بين الادعاءات الكثيرة والمختلفة، الامر الذي جعلني اتخذ قرارا بمراجعة الموروث الفكري لشهيد المحراب رض ليكون الفيصل فيما اعتقده واضعا نصب عيني الحيادية والانصاف، كنت ابحث عن اجابة محددة، ما هو موقف الشهيد من ولاية الفقية؟ هل يؤمن بها، ما هو موقفه من الجمهورية الاسلامية؟

كنت بأمس الحاجة الى هذه الاجوبة، ذلك ان ما سمعته بعد مرحلة الانشقاق من احد الطرفين ان الشهيد قد تخلى عن اعتقادة بولاية الفقيه وان مواقفه بعد دخوله العراق تبرهن بأنه قد جاء ليعتزل العمل السياسي ويتفرغ للدرس في حوزة النجف الاشرف تاركا ادارة الشأن السياسي للمراجع المتصدين لهذه القضية، بينما كنت اسمع من الطرف الاخر ان سماحته ابدا ما كان يفكر بهذه الطريقة وانه كان سائرا في طريق التصدي السياسي الفقهي للقضية العراقية بمختلف جوانبها مستضيئا بعقيدة ولاية الفقيه التي يؤمن بها ايمانا مطلقا

ومن هذا وذاك كنت ضائعا ولا اهتدي للحقيقة، لكن انى للفضول ان يترك الباحثين عن الحقيقة، وانى للشك ان يجعلني مصدقا باقوال الاخرين مهما بلغت درجاتهم ما لم افحص كل كلمة بنفسي

وكان من بركات هذا التشتت والضياع الفكري ان جعلني اتعرف الى شهيد المحراب من خلال كتبه ومؤلفاته وسيرته وتراثه، وتركت كل برامج المطالعة الخاصة بي ورحت التهم ما كتبه سماحته في العقيدة السياسية ويمكن القول بأن كتابي (المنهاج الثقافي والسياسي) و (الحكم الاسلامي بين النظرية والتطبيق) كانا هم المعول في رحلة المعرفة تلك، وقد حصلت على المراد واطمئنت النفس وخرجت بمحصلة لا يمكن ان ينكرها الا مكابر وهي ان الفقيه العظيم رض كان ممن يعتقد بولاية الفقيه بل انه كان من المتبحرين في مباحث الولاية وله فيها اراء ونظريات ورؤى مهمة فضلا عن ايمانه العميق بالثورة الاسلامية الايرانية وبالسيدين الخميني والخامنائي، وان ايمانه هذا لم يكن عن عاطفة وحماس تملكا الجميع مع انتصار الثورة وانما كان عن نظرة فقهية عميقة اعتمد فيها على الادلة الروائية والقرأنية التي ثبتت لديه.

وخلاصة القول بأنني لم اكن ابحث عن رأيه من اجل ان اؤمن او انكر ولاية الفقيه فلست من اهل هذا الاختصاص وهي مسألة يحق للعلماء فقط اعطاء الرأي فيها وانما نحن مقلدون لا قيمة لمواقفنا الشخصية من هذه المسألة لكن غاية البحث كانت للدفاع عن فكر شهيد المحراب وفاءا له من ان يمس فكره بسبب المتغيرات السياسية فهذه امانة يجب الحفاظ عليها والدفاع عنها

المهم من كل ذلك انني بعد مطالعة التراث الفكري لشهيد المحراب، وجدت نفسي وبعيدا عن هدف البحث امام فكر عملاق، لا غنى للحراك السياسي الشيعي من التعرف عليه والتزود منه فالثروة الفكرية والنظريات السياسية التي تركها سماحته ستجعل ممن يمسك الملف السياسي قادرا على الاهتداء بهدي اهل البيت عليهم السلام في الحكم، وان من المحزن جدا ان يكون جمهور هذا الشهيد العظيم على اختلاف توجهاتهم الحالية ممن يهمل هذا التراث وليست هنالك دعوات جدية لمراجعة مفاهيمه وافكاره ونقلها الى الناس وجعلها دستورا في العمل السياسي لهم

هي دعوة صادقة للجميع ممن ينتمي سياسيا لشهيد المحراب، عليكم ان تراجعوا تراث الشهيد مراجعة موضوعية تاركين كل الاختلاف السياسي القائم جانبا، ولتعلمن نبأه بعد حين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك