زيد الحسن
شعار ( يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً ) تناولته المنابر ، وعرفته مذ طفولتي ورسخ في مخيلتي لاقارن هل من كان مع الامام الحسين عليه السلام لم يعرفه كما عرفناه نحن اليوم ، وكيف وهو يعيش بينهم ، الى ان اشتد عود الفكر وعلمت انه شعار التمني الذي هو الى قلقلة لسان ، وهو شعار المستحيل البعيد عن الحقيقة المطلقة .
بغض النظر عن الاسباب التي جعلت المسلمين يخذلون الامام الحسين عليه السلام ، فلقد حصل الخذلان وحصلت الهزيمة وترك سيدنا الحسين عليه السلام وحيداً يقارع الظلم ليسطر للعالم اروع ملاحم البطولات مع ثلة من اصحابه الصالحين .
هل استفدنا من هذه الرسالة السامية ؟ كلا لم نستخدمها كنهج نسير عليه ، ولم ناخذ الا عنوانها ودليلي على قولي هذا هو الطف ( الثاني ) الذي حصل في العراق ، الطف الذي تمر ذكراه هذه الايام ، طف استشهاد أية الله العظمى محمد باقر الحكيم قدس سره الشريف ورضي الله تعالى عليه ، ذكرى استشهاد شهيد المحراب الذي نال هذه التسمية من جده الامام علي عليه السلام ، حيث استشهد رضوان الله تعالى عليه بجوار جده عليه السلام وبنفس الطريقة .
لقد خذلناك سيدي الحكيم نعم خذلناك الخذلان كله ، كما خذلت الامة السابقة جدك الحسين عليه السلام ، لم نسر على نهجكم ولم نطبق رسالتكم ، رضينا بالظلم وركعنا للعبودية ، لقد ذهب نضالكَ المرير وذهبت الدروس الشماء معنا سدى ، لم نطبق من اهدافك شيئاً واحداً اصبحنا نتباكى على ايام ذهبت وربما بكائنا على انفسنا وعلى جبننا وخنوعنا ، اقسم لك سيدي ان من يقول اليوم ياليتنا كنا معكم كاذب أشر فها هي الساحة من بعدك تجول بها الافاعِ والعقارب ، ها هي الذئاب تنهش بعضها البعض ، وها نحن اليوم ننفذ مرغمين سيناريوهات الغرب التي اعدت لتمزيق الامة ، ننفذها ونبكي بدموع التماسيح على ذكراك ، غفلنا ياسيدي انك افنيت عمرك الشريف في مقارعة اعتى الطغاة وانك وهبت دمك الطاهر لتربة هذا الوطن ، واجحفنا حقك في السير على نهجك وسمحنا للاعداء ان يشتتوا شملنا ويمتطوا تاريخنا ، ومنحناهم بوصلة المسير من بعدك .
كم من الطفوف نحتاج لنصحوا ؟ طف الحسين عليه السلام وعذرنا الاحمق اننا لم نعشه واطلقنا الشعار ليتنا كنا معكم ، فاين نحن اليوم من طف السيد الحكيم رضوان الله تعالى عليه ، فليعلن احداً اننا فعلاً مع الحكيم الشهيد ونسير على نهجه قبل ان ينسحق هذا الجيل الذي عاصر استشهاد شهيد المحراب ، وقبل ان نترك للاجيال اللاحقة زيف وخديعة وشعارات فارغة .
https://telegram.me/buratha