عبدالامير الربيعي
ان الإرادة الربانية ارادة، ان يقدم المخلدون حياتهم لكي تبنى الامم وتحيى الشعوب ، ولاشك أن الدماء التي سالت، في الاول من رجب،في ارض العراق وعلى أعتاب صحن حضرة أمير المؤمنين (ع)، وبعد اتمام الجمعة ،اصبحت بوصلة، للسائرين لإعلاء كلمة الحق التي ضحى من أجلها الشهيد الحكيم (رض) .
نستذكر اليوم رحيل عالماً ومجاهداً وشهيداً، هذا الورع الذي كان طيلة حياته، مرهفاً بأحاسيس الضعفاء والمؤمنين ويسعى لنصرة المستظعفين، مدرك للواقع السياسي والاجتماعي محب لوطنه وشعبه، يحمل هم الوطن بروح الصدق، ورسم برنامجا سياسيا متكاملا يعالج فيه أوضاع وهموم هذا الشعب على اختلاف طوائفة ، و يجعل الولاء كله الى العراق، ولعل هذا ما أخاف أعداء العراق، مدركين قيمة هذه الشخصية الدينية والوطنية، والتفاف ابناء الامة من الشعب العراقي حوله، وارعب الاعداء والمتربصين بالعراق، مشهد دخول السيد الحكيم للعراق، بعد عام2003، وكيف استقبله الجماهير، بمسيرة وبهتاف( وين الحاربك وينه، صدام النذل وينه)، الذي زلزل عروش الضلم والجبابرة وقوى الاستكبار العالمي، والجدير بالذكر انه لم يكن في ذلك الوقت، شبكات للهاتف او قنوات تلفزة من الاجل التحشيد لهذه الجماهير، فهنا التسديد الالهي، وهذه الدوافع التي عجلت بفعلتهم الشنيعة، لينالو من محمد باقر الحكيم(قده)، محاولين بفعلتهم هذه، دق الاسفين بين أبناء الشعب الواحد، ولكن بفضل الله قد خابت آمالهم، وكانت حادثة استشهاد الحكيم رمزا وعنوانا للوحدة والتلاحم، ومازاد المخلصين المحبين الاثباتاً، وخلد التاريخ بتوفيقاً وتسديداً اللاهي الشهيد الخالد، الذي لاشك انه التحق مع ركب الحسين.
هذا التوفيق اللاهي، لم ياتي من فراغ، فان من أهم ما تميز به شهيد المحراب هو حالة الاخلاص لله، وقد تجسد ذلك تماما في شخصيته حيث، كان زاهدا ومعرضا، عن مباهج الحياة وملاذّها وفتنها، ولم يستأثر بشيء منها، وهو الذي ثنيت له الوسادة، وكان لسان حاله كجده أمير المؤمنين (ع)(إليكِ عني يا دنيا فحبلك على غاربك ، قد انسللت من مخالبك وأفلت من حبائلك ، وأجتنبت الذهاب في مداحضك) .
قد نذرت هذه الشخصية الرسالية، نفسها وذابت حباً في شعبها ووطنها ودينها ومرجعيتها، وقد كان للسيد الشهيد مايتمناه، حين كرمه الله بأعظم الدرجات بالشهادة الحسنة، وهو صائم مؤم للمؤمنين والزائرين وخطيب في حضرة أمير المؤمنين عليه السلام .
محمد باقر الحكيم ونسبه الطاهر واستشهاده، ترك الكثير من علامات الاستفهام حول قرب الظهور، للامام المهدي عجل الله تعالى فرجه، وفي الرواية المذكورة بقتل محمد ذو النفس الزكية في ظهر الكوفة وهو السيد الحسني النسب ! ؟
السلام على الصابر المجاهد .. السلام على السيد القائد .. السلام على محمد ذو النفس الزكية .. السلام على شهداء العراق السلام عليكم بما صبرتم فنعمى عقبى الدار .
https://telegram.me/buratha