أثير الشرع
تمر علينا الذكرى ال16 لإستشهاد السيد محمد باقر الحكيم ففي 29 آب من عام 2003 الموافق ل1 رجب عام 1424 للهجرة، إستشهد السيد "محمد باقر الحكيم"، إثرأنفجار سيارة مفخخة، كانت موضوعة على مقربة من سيارته.
محمد باقر محسن الحكيم الطباطبائي تولد (8 تموز 1939 ) منذ إن وطأة قدمه أرض العراق، لم يتذكر سنين الغربة التي أقضاها جهاداً من أجل حرية العراق، محمد باقر الحكيم, إسمٌ أرعب البعثيين ومن والاهم ومن أراد تفتيت اللُحْمة الوطنية للشعب العراقي، وكان الحكيم يوجه أتباعه دائماً بقوله :"إعرفوا عدوكم" !
هاجر الى إيران ليس خوفاً من صدام والمتملقين من حاشيته، بل ليقارع نظاماً تسلط على رقاب الشعب العراقي طيلة 35 عاماً، قادَ المعارضة العراقية المسلحة، وكان قائداً فذاً لمْ يتوانى أو يهدئ من أجل تحرير العراق من الديكتاتورية المتسلطة.
هاجر من العراق بعد إستشهاد إستاذه آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر، في أوائل شهر نيسان عام 1980 م، وذلك في تموز من العام ذاته؛ قبل أشهر من اندلاع الحرب مع إيران، أسس الحكيم "فيلق بدر" في مطلع الثمانينيات؛ لمواجهه أتباع صدام وكان يقود المعارضة العراقية في المهجر، وتزعم الثورة الأسلامية في العراق.
بعد سقوط النظام البائد، عاد السيد الشهيد محمد باقر الحكيم(قدس)، الى بلده العراق حاملاً معه راية الإنتصار، وإستراتيجية بناء عراق ما بعد صدام.
هنا إختلفت المعادلة..! عاد محمد باقر الحكيم، ليبني بلده، بعد دمار وخراب إستمر زهاء 35 عاماً، وبعد قدومه الى العراق، لوّح في خطابه: إن العراق واحدٍ موحدْ، ولن يتجزأ شبرٌ من أرض العراق، وسنعمل على وحدة أبناء الشعب العراقي من(الشمال الى الجنوب)، كانت خطبته هذه، زلزالاً زلزل عروش الطغاة الجدد؛ الذين إدعوا تحريرهم العراق وقيادتهم المعارضة العراقية، حرص شهيد المحراب، على وحدة الأراضي العراقية، ورفض الطائفية ومن لمّح للطائفية، ودعا للتسامح ونبذ العنف، والشروع ببناء عراقاً واحداً موحداً.
في يوم الجمعة الأول من رجب 1424 هـ (29 آذار 2003 ) وبعد خروجه من الصحن الحيدري الشريف, بعد أداءه صلاة الجمعة، إستشهد السيد "محمد باقر الحكيم"، إثرأنفجار سيارة مفخخة، كانت موضوعة على مقربة من سيارته، كان "قدس" ينشد عراقاً آمناً، خالياً من الإرهاب,، ولم يمهله الإرهاب طويلاً.
خسرالعراق، رجلاً سياسياً محنكاً، كان بإستطاعته لمّ شمل العراقيين، وعدم السماح لخلق الأزمات، وإستشراء الفساد ومحاسبة المفسدين ومعاقبتهم، بعد رحيل الحكيم محمد باقر دخل العراق بمرحلة الشدّ والجذب السياسي، وأصبحت المحاصصة والسلطة ديدن الأغلبية الذين خلت لهم الساحة، بعد إن تهدمت السدود الفولاذية وغرق العراقيون بوحل الفساد.
https://telegram.me/buratha