المقالات

عندما يفقد العراق عراقه..َ!

2227 2019-03-07

كاظم الخطيب

 

لكل شيء هوية، ولكل دولة علم، ولكل شعب قدوة ولكل أمة قيم، وهنالك رجال مهمتهم صناعة التأريخ، وصياغة المجد، رجال إذا ما تركوا إرثاً؛ فإنما يتركون شرفاً ومجداً وزهواً يعم الجميع، ولا يحرم من ذلك الإرث أحد.

في لجة من الأحداث، وعصف من الحوادث، وفوضوية في الأحكام، وعمالة الحاكمين، حين تسيد الظلم في عراق الرافدين- عراق علي، ومثوى الحسين- حين كان البعث يعيث فساداً، واللقيط يسوس بلاداً.

حين لاحت في أفق الإصلاح بارقة أمل، حين فتحت خراسان بعصى روح الله، وتغير مؤشر بوصلة الدنيا، وفاح عبير من الكرامة، وعبق من الإنعتاق والتحرر، حين صفعت كف الإسلام المحمدي، وجه الإستكبار الأوروأمريكي، حين صدحت حناجر الحق" إسلامية إسلامية، لا شرقية ولا غربية" كانت ثورة الحق، وكان لهذه الثورة رجال، وكان الحكيم من خيرة رجالها وإبنها البار.

حين خرجت خفافيش الظلام، التي أبهـرهـا نـور الحق، بعدما كانت تأنس بظلمة الباطل، حين كان نور الحق أسطع من نور الشمس، خرجت هذه الخفافيش كي تئد تلكم الثورة في مهدها، وتخنق مبعث هذا الضياء.

دولة بلا حدود، وأمة بلا قيود، حقيقة غائبة، ومؤثر مشهود، تلك هي أمة شيعة محمد وعلي( صلوات الله وسلامه عليهما).. حقيقة لا يعيها إلا أهلها، ولا يستطيع أن ينكرها حتى ألد أعدائها، فإنهم عندما يحاربونها، إنما يثبتون أنهم يحاربون ماءً لا سراباً.

لذلك فقد كان لهذه الثورة بعداً أممياً، قد تخطى الحدود الزمكانية، وتجاوز الحواجز الهوياتية، فأصبحت الهوية الإسلامية سمة الثائرين من جهة، ودعوى المشككين من جهة أخرى، فكان العراق منطلقاً إسلامياً، للعدوان على دولة إسلامية أخرى.

كان للشرفاء من علماء الشيعة والسنة على حد سواء، والأحرار من طليعة وخيرة الشباب في العراق، وقفة مشرفة، وصيحة مدوية، بوجه الطاغوت الصدامي، بقيادة الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر( قدس سره) وكان السيد محمد باقر الحكيم، سنده، وعضده المفدى.

نعم.. لقد كان السيد الشهيد محمد باقر الحكيم، إبناً باراَ لثورة، وعضداً مفدىً لثائر، وكان شمساً من الحقيقة، تُسقط بأشعة ضيائها، على زوايا العبث البعثي المظلمة، وخبايا اللهو الصدامي الخبيث.. وكان وجه العراق السافر، وصوت الشعب الصابر، في منفى البطولة والجهاد.

بعد أن إنتصرت الثورة في إيران، وتداعى سلطان البعث في العراق، وعاد كل شيء لمكانه الذي يجب أن يكون فيه؛ فقد أصبح مكان السيد محمد باقر الحكيم على أكتاف الشرفاء والأحرار، وفي حنايا القلوب، أما صدام التكريتي اللئيم؛ فكان مكانه جحر مظلم مهين.

حينها، كان يحدونا الأمل، وكانت أمنياتنا كبيرة جداً، وكان لدينا ركن وثيق، وقامة شامخة، كانت تعد بإنجاز كبير، وتبشر بخير كثير، كنا نمني النفس، بوطن تلونه طموحات السيد الحكيم، وتخط مساره، خطوات الجهاد، ومسيرة النضال، لكنهم أبوا إلى يبقى العراق أسيراً.

لقد كان الحكيم أملاً للجميع، وكان حلماً يراود الشرفاء، لقد كان الحكيم بكله، عراقاً لعراقِ بكله، وإنهم عندما قتلوه إنما قتلوا بقتله العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك