المقالات

عندما يفقد العراق عراقه..َ!

2460 2019-03-07

كاظم الخطيب

 

لكل شيء هوية، ولكل دولة علم، ولكل شعب قدوة ولكل أمة قيم، وهنالك رجال مهمتهم صناعة التأريخ، وصياغة المجد، رجال إذا ما تركوا إرثاً؛ فإنما يتركون شرفاً ومجداً وزهواً يعم الجميع، ولا يحرم من ذلك الإرث أحد.

في لجة من الأحداث، وعصف من الحوادث، وفوضوية في الأحكام، وعمالة الحاكمين، حين تسيد الظلم في عراق الرافدين- عراق علي، ومثوى الحسين- حين كان البعث يعيث فساداً، واللقيط يسوس بلاداً.

حين لاحت في أفق الإصلاح بارقة أمل، حين فتحت خراسان بعصى روح الله، وتغير مؤشر بوصلة الدنيا، وفاح عبير من الكرامة، وعبق من الإنعتاق والتحرر، حين صفعت كف الإسلام المحمدي، وجه الإستكبار الأوروأمريكي، حين صدحت حناجر الحق" إسلامية إسلامية، لا شرقية ولا غربية" كانت ثورة الحق، وكان لهذه الثورة رجال، وكان الحكيم من خيرة رجالها وإبنها البار.

حين خرجت خفافيش الظلام، التي أبهـرهـا نـور الحق، بعدما كانت تأنس بظلمة الباطل، حين كان نور الحق أسطع من نور الشمس، خرجت هذه الخفافيش كي تئد تلكم الثورة في مهدها، وتخنق مبعث هذا الضياء.

دولة بلا حدود، وأمة بلا قيود، حقيقة غائبة، ومؤثر مشهود، تلك هي أمة شيعة محمد وعلي( صلوات الله وسلامه عليهما).. حقيقة لا يعيها إلا أهلها، ولا يستطيع أن ينكرها حتى ألد أعدائها، فإنهم عندما يحاربونها، إنما يثبتون أنهم يحاربون ماءً لا سراباً.

لذلك فقد كان لهذه الثورة بعداً أممياً، قد تخطى الحدود الزمكانية، وتجاوز الحواجز الهوياتية، فأصبحت الهوية الإسلامية سمة الثائرين من جهة، ودعوى المشككين من جهة أخرى، فكان العراق منطلقاً إسلامياً، للعدوان على دولة إسلامية أخرى.

كان للشرفاء من علماء الشيعة والسنة على حد سواء، والأحرار من طليعة وخيرة الشباب في العراق، وقفة مشرفة، وصيحة مدوية، بوجه الطاغوت الصدامي، بقيادة الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر( قدس سره) وكان السيد محمد باقر الحكيم، سنده، وعضده المفدى.

نعم.. لقد كان السيد الشهيد محمد باقر الحكيم، إبناً باراَ لثورة، وعضداً مفدىً لثائر، وكان شمساً من الحقيقة، تُسقط بأشعة ضيائها، على زوايا العبث البعثي المظلمة، وخبايا اللهو الصدامي الخبيث.. وكان وجه العراق السافر، وصوت الشعب الصابر، في منفى البطولة والجهاد.

بعد أن إنتصرت الثورة في إيران، وتداعى سلطان البعث في العراق، وعاد كل شيء لمكانه الذي يجب أن يكون فيه؛ فقد أصبح مكان السيد محمد باقر الحكيم على أكتاف الشرفاء والأحرار، وفي حنايا القلوب، أما صدام التكريتي اللئيم؛ فكان مكانه جحر مظلم مهين.

حينها، كان يحدونا الأمل، وكانت أمنياتنا كبيرة جداً، وكان لدينا ركن وثيق، وقامة شامخة، كانت تعد بإنجاز كبير، وتبشر بخير كثير، كنا نمني النفس، بوطن تلونه طموحات السيد الحكيم، وتخط مساره، خطوات الجهاد، ومسيرة النضال، لكنهم أبوا إلى يبقى العراق أسيراً.

لقد كان الحكيم أملاً للجميع، وكان حلماً يراود الشرفاء، لقد كان الحكيم بكله، عراقاً لعراقِ بكله، وإنهم عندما قتلوه إنما قتلوا بقتله العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك