ميثم العطواني
عناوين شتى، خلفت جراحا في جسد العراق والعراقيين، تفنن النظام السابق في إعدادها، وبمجرد ذكر اسماءها تثير في نفوس العراقيين ذكريات اليمة، وحساسيات ذات طابعا سلبيا خلفها البعث تحت شتى المسميات، وما الأتحاد العام لنساء العراق إلا أنموذجا لتلك المؤسسات الذي يسعى البعض الى إعادته، حيث تفاجئنا حقا بأن هنالك من يسعى جاهدا لعقد مؤتمرا لتأسيس الأتحاد العام لنساء العراق، ذلك ما أخبرنا به صديق رائع وجهت له دعوة للحضور بهدف الترتيب للإعلان عن موعد المؤتمر التأسيسي بعد الأنتهاء من الترتيبات اللازمة .
تلك العودة الغير مرحبا بها لهذا الأتحاد، تم التخطيط لها بشكل كبير ، والتي حصلنا على ما يؤكد ذلك من خلال مصادرنا على نسخة من البيان التأسيسي الذي جاء في مطلعه، ان "الاتحاد العام لنساء العراق منظمة نسوية فاعلة ولها قوة كبيرة في المجتمع العراقي، منحها النظام السابق دعماً كبيراً لتوطين دعائم نظامه، واليوم اهملت هذه المنظمة بذريعة انها تمجد النظام وتدعو لافكار حزب البعث المنحل، والحقيقة اننا ندعو الدولة العراقيه للاهتمام بها واعادة هيبتها في الساحة العراقيه بعيداً عن افكار حزب البعث وان تتماشى مع العملية السياسيه وتخدم واقع المرأة العراقيه الذي يعاني من مشكلات خطيرة، وعند الموافقة ستعاد المقرات القديمة ولو بواقع نصف العدد وتطلق الاموال المجمدة تحت رقابة الدولة وتسلم الى قياديات الفروع لاستثمارها بمشاريع تطور واقع المرأه وتثبت شخصيتها المعنوية امام تحديات الواقع المرير"، ولا نعلم من الذي يقف وراء إعادة منظمة فاعلة ولها قوة كبيرة في المجتمع العراقي منحها النظام السابق دعماً كبيراً لتوطين دعائم نظامه، وهذا أعترافا واضحا وصريحا بحسب البيان التأسيسي .
كما أضاف البيان "اننا اليوم نسعى لاعادة هيبة الاتحاد العام لنساء العراق الجديد، وقد فعّلنا ألياتٍ عمليه بتوزيع المناصب القيادية وتشكيل اللجان الكامله التي تماشي تشكيلات الدولة على عموم محافظات العراق"، وهنا السؤال الذي يطرح نفسه، هل أن السعي لإعادة هيبة مؤسسة من مؤسسات البعث البائد قد جاء من الظروف التي يشهدها البلد وعلى وجه الخصوص عودة الأميركان للعراق والسعي لإعادة عصابات داعش والبعث اللذان يمثلان الأرهاب في العراق؟! .
ويبدو أن القائمين على هذا المشروع الخطير يقدمون مغريات كبيرة من خلال وعودا قد تعجز الدولة عن تنفيذها، حيث عاهد المؤسسون والهيئة الادارية لهذا التشكيل المزمع الأعلان عنه "ان لاندع امرأةً تشكو شكوى واحده من وظيفةٍ او رزقٍ او مرض او تعليم او عوز او تسلط ذكوري ظالم"، وهذا ما عجزت عن تحقيقه الدولة حتى خلال دورات الحكومة السابقة التي شهدت ميزانيات أنفجارية!!ّ
وختم المؤسسون بيانهم "ستكون مرجعيتنا الرشيدة خير سندٍ لنا وحشدنا الشعبي المبارك وقواتنا المسلحة الباسله"، وهذا الأدعاء المضحك لا يمكن تمريره في أي شكل من الأشكال، ولا ينطلي على أبناء الشعب بكافة مكوناته، لأن المرجعية والحشد الشعبي والقوات المسلحة أول الرافضين لعودة مسميات سأم الشعب منها .
https://telegram.me/buratha