ميثم العطواني
القضاء الواقف، هذا الوصف الدقيق الذي أطلق على المحامي الذي يعد من أول واجباته أن يتمسك بالأخلاق وشرف المهنة، ويكون مثالا في التعامل مع القانون الذي يعتبر كيان أكتسبه من خلال الدراسة، بالأضافة الى ممارسته بشكل يومي، إذ يتوجب عليه بموجب العرف قبل القانون أن يكون على علم وخلق وثقافة تجعل منه أن يكون مخلصا لمبادئه قبل أن يكون مخلصا لمهنته الذي أقسم على ممارستها بكرامة وضمير واستقلال وإنسانية، إلا أننا نستغرب حقا من المهزلة التي حدثت يوم أمس في نقابة المحامين العراقيين، إشكاليات وخلافات أدت الى عراك ومصادمات وسط تصاعد العويل والصراخ، تبادل الإتهامات بين صفوف المرشحين لمنصب النقيب .
أنا لست محاميا ولم أختص في القانون، إلا أننا وبحكم إطلاعنا أولا، ومن ثم تواصلنا مع الوسط القانوني، قضاة، محققين عدليين، محامين، نرى أن ما حصل في مقر نقابة المحامين العراقيين لا يتناسب جملة وتفصيل مع أخلاق المحامي الذي من المفترض أن يسهم في حل مشاكل الناس لا أن يتسبب بالمشاكل مع زملائه وفي مقر نقابته ليعكس بذلك واقعا مترديا تعيشه النقابة ومن ينتمي اليها .
والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا هذا الحدث تزامنا مع أنتخاب نقيب المحامين؟!، ويأتي جوابه بديهيا، هو الصراع من أجل المناصب!!، ألا يفترض بالأخوة المحامين أن يكون عراكهم لأجل أكتساب منجزات تسهم في تحسين واقع القضاء الواقف وليس لأجل المناصب؟!، الكثير من التساؤلات تركن على رفوف النقابات والأتحادات والمنظمات كحال مؤسسات الدولة!! .
https://telegram.me/buratha