المقالات

كيف نمحو عار ثقافة التكفير؟!

1639 2019-03-04

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

" إذا خرج طاغية عن تعاليم الدين قالوا عنه إنه مجتهد، ومن أخطأ في اجتهاده فله حسنة..أما إذا جاء الفقير برأي جديد قالوا عنه: إنه زنديق..وأمروا بصلبه على جذوع النخل" علي الوردي

ليس المشكل الأمني وحده ما يواجهنا بضراوة، بل أن مشكلة الهوية، أو لنقل محاولات إقسار الأمة على تبني هوية غير هويتها، تشكل أيضا ميدان مواجهة، يتسع في ساحات المشكل الأمني..

الإنعزال والتكفير، أنتج بيئة خصبة لإستيراد مشكلات جديدة، مساحتها التداخل المفاهيمي اللا منضبط، بين العلمانية والإسلام، إذ لم تكن قضية العلمانية والإسلام، مشكلة مثارة في سابق الأيام، ولكنها اليوم تطرق الأسماع، وأبواب الفكر والثقافة والإعلام بقوة، وتطرح نفسها كإشكالية، على طاولات نقاش جماعات الرأي، وطرحت بقوة حين سعى العلمانيون الى فصل الروح عن الجسد، ونزع الهوية عن الشخصية، لمنح الأخيرة هوية جديدة بأطر ومحددات، وفقا لمعايير يريدونها هم.

إذا فهمنا حقيقة أن الإسلام دين للذين يؤمنون به، وأنه يمكن أن يكون ثقافة لغيرهم، وأن العلمانية منهج لإدارة مجتمعاتها، وإسهام في الحضارة العالمية، تصلح في مكان ولا تصلح في غيره، نستطيع أن نفكر بتعايش طبيعي، بين  الإسلام وباقي المفاهيم، ونستطيع أن نقدم للعالم صورة عن ثقافتنا، تمحي العار الذي لحقنا، بسبب ثقافة التشدد والتكفير ورفض الآخر، تلك الثقافة المفعمة بالجهل والتجهيل.

على الصعيد العالمي؛ نستطيع أن ننتج ثقافة تعايشية بناءة، بصيغة مثلى لتجاوز الخلاف والتخلف.

على الصعيد العربي؛  نستطيع أن ننتج بلا تعسف فكري، حقيقة دائمة مؤداها؛ أن العروبة ستكون بدون الإسلام مفكَّكة الذات، مبعثَرة الصفات، صغيرة الإطار، وأنها بالإسلام ستستوعب آفاق الثقافة، وتصبح مؤهلة لأن تكون طرفا فاعلا، في بناء الحضارة الإنسانية.

بهذا الفهم أيضا سنتخلص من عقم المواجهة الأفتراضية، بين ما هو علماني وما هو إسلامي، وما هو قومي وما هو إسلامي.

إن مناسبات مهمة كإحتفاء الإنسانية، بذكرى سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، ومشاركة مئآت من المثقفين، وصناع الرأي والحكماء والفلاسفة، من الذين يعتنقون أديانا أخرى غير الإسلام، بل ومشاركة الكهنة والقساوسة المسيحيين، مشاركة إيجابية فعالة، تلغي كل إفتراض للمواجهة بين ما هو مسلم وما هو ليس مسلم، وتفضح زيف متبني  فكر الإنعزال والتكفير..

إن مفهوما عمليا لإنسانية الإسلام، مازال يتفاعل بقوة على يد الحسين عليه السلام، برغم إستشهاده منذ قرابة أربعة عشر قرنا، لأنه أسس لمشروع جادٍّ يصب ليس في ثقافة المسلمين، بل للإنسانية كلها، مشروع مرن منتج حضاريا، يتسع لكل البشر، فيتشربونه تفكيراً وتعليلاً.

كلام قبل السلام: يمكنك أن تهز كل ما في العالم فقط بأسلوب لطيف ـ غاندي.

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك