محمد كاظم خضير
أهدي جميع الأمهات الأمهات العراقيات اللواتي تعلم الخلود من صبرهن وعظمة تضحياتهن مفردات معانيه أمام هذه العظمة نقدم اليوم في عيد الأم العراقية
التي سمت فوق الجراح كلمات عطرت بدماء الشهداءكلمات حُملت على شغاف قلب لا يزال ينبض برايات أمهات مصممات على مواصلة النضال لتحقيق رفيف الأماني العربية لهذا كحل العزم أعينهن وزينت الشمس جباهن ليستمد العالم من صمود وتضحيات الأم العراقية سموا القيم الإنسانية وهذا بكل تأكيد ما سيسطره التاريخ في دفاتر الخلود .. نقدم اليوم للواتي كن عطر الله على الأرض وبسملة الحياة كلمات علها ترتقي لأقدامهن.. فمثلما العطر ذو الذكرى التي لا تنسى والتي تندغم في حشاشة الروح لتلد ألف غيمة لتكون وطنا من محبة وعطاء .. هكذا ستبقى عطاءات أمهات الشهداء تزين حاضرنا وتمهد لمستقبل صنع بصبر ام علمت أبنائها كيف يصونون الوطن كيف يصونون العرض والقيم والمبادئ
أننا اليوم نستمد من عبق تضحيات الأم العراقية القوة والحنان بل نستمد من شذا كلماتها استمرارية حياتنا .. إنها روح أمي التي تنادي صباح مساء حماة الديار عليكم سلام .. إنها ينبوع الحنان .. إنها ألف قمر ومئات الشموس .. إنها باقية في الذاكرة الموسومة على قدر أيامنا الواعدة بالنصر على همجية لم يعرف التاريخ مثيلا لها
إن تنكر العالم لما قدمته الأم العراقيه وما زالت تقدمه يجعلنانقول : سقا الله أيام زمان عندما كان للكلمات أجنحة تحلق وتصفق في فضاءات أرواحنا قبل أن يجندلها رصاص الحقد والتكفير ويزندقها ويعهرها وينتف أجنحتها الوارفة ويحنطها في لحد مايسمى بالسلفية الراكدة لتصبح مأوى لجراثيم عصر لا يعترف بقيمة إنسانية الإنسان فلا اللعنات ولا التكفير ولا القتل قادر على تحجيم الفكر ومحاصرة الكلمة وإلغاؤها .. فالكلمة خلدة في صدر الزمان ..عصية على الإلغاء والقتل .. متناسخة مع الوجود الإنساني تخلد ملاحمه التي تتناقلها الأجيال وتنهل من آدابها وعلومها ومعرفتها أنها كلمة الأم العراقية بل كلماتها التي منحت البشرية ألوان المعرفة وأبجدية العطاء
لقد خلدّ التاريخ لنا عبر صفحاته الكثير من الأوجاع والآلام والتي كانت تمهد لانطلاقة جديدة واعدة.. وفي خضم هذه الأوجاع كان العراقيون جميعا أمهات وآباء وأبناء يرنون إلى المستقبل كما اليوم وسط آلم وصل حدود صدى التوجع .. ورغم ذلك نهضت العراقية لتلبي نداءات أمتها ولترسم وطنا لازال العالم يتربص به الدوائر وها هو الاستعمار الغربي يحتطب من كل أصقاع المعمورة إرهابيين ليدمروا هذه الدولة التي باتت ثوابت نهجها واضحة للعدو قبل الصديق .. ثوابتها المقاومة والمتمسكة ليس بحقوقها فقط بل بحقوق العرب كل العرب لهذا السبب تم تجنيد العديد من العملاء والأجراء المرتزقة الذين بكل تأكيد يشكلون حطبا في أجندة الاستعمار الغربي واليوم تضيئ الأم العربية بشكل عام والعراقية بخصوصية شبه مطلقة شمعة جديدة ينبعث نورها فيملأ أرجاء الوطن ضياء جسده انتصارات الشعب العراقي وجيشه في كل الأراضي العراقي من خلال سحق الإرهاب والإرهابيين وتطهير المدن والقرى من رجسهم ..
اليوم تكتب أمهات العراقيين سطورا جديدة حروفها زينت بباقات البنفسج بسجل الخلود المطرزة بالجهد والتضحيات تكتب عاش الوطن عاش العراق حرة أبية مستقلة .. العراق اليوم هي في عيون الجميع عقد ياسمين وإكليل غار ..
يحدث هنا فقط في العراق أرض البلاء والشقاء.. أن يخالف النرجس قواعد الثلج فينمو في دفء دموع الأم العراقية ، ويزهر ويتفتح على وجنتيها.. وتنتشر رائحته الشذية فتطغى على رائحة الدماء والموت.. يرتوي من حزنها، ويستمد الضوء من عتم قلبها وحرقتها على أحبائها، يأخذ بياضه من صفاء سريرتها ويلون قلبه بأصفر صديد حزنها ووجعها، ويعلو عالياً شامخاً.. معطراً أجواء الحزن.. متحدياً الدمار والموت ومزهواً أنه خالف قواعد الطبيعة فنما في دفء دموع الأم العراقية.
أن تكوني أماً العراقية معناه أن تواصلي مسيرة النضال والكفاح التي بدأتها قبلك من سلكن دروب الحياة الشاقة التي لم تجعل من مهامها فقط الطبيعة الفطرية للأنثى في الحمل والولادة وتربية الأبناء، بل أفاضت عليها بحراً من المصاعب والأهوال، وأغرقتها فيه منذ الاحتلال العثماني مرورا باحتلال ً الأمريكية وليس آخرها داعش الأم هي من دفعت الثمن الأكبر، في الماضي وفي الحاضر وحتى هذه اللحظة مازالت الأم العراقية تتلوى وجعاً وألماً وتقدم فلذات كبدها وزهرة شبابها وخريف عمرها في سبيل أن تبقى العراقية ، لأنه باعتقادها وفكرها وقناعاتها أننا سنرحل جميعاً وستبقى العراقية
في عيدهن.. لا كلام يوفي الحق الذي توجوه نصراً في الميدان العراقية .. تربيتهن المثالية صنعت ذاك الجندي الذي هو الحق، والذي على يديه يتجسد الحق في أرض أرادوها للباطل ولتمرير أطماع وفكر إرهابي مقيت، ولكن تربيتها وحدها وزرعها لطاقة حب الوطن في قلوب أبنائها هو من فجر تلك الطاقة السماوية وحولها إلى غضب ترجم في الميدان بدفاع مستميت عن الأرض، ليبدد ذاك الوهم.
صاحبات الأحزان في عيدهن.. وباستثناء كل أمهات العالم هن من يزرن قبور أبنائهن ويضعن الورود على أضرحتهم الطاهرة ويصلين لأرواحهم ويبخرن مكان رقادهم وينظرن إلى السماوات فتلتقي عيونهن بنور رباني خفي يحيل وجعهن إلى صبر ورضا، ومزيد مزيد من القوة والفخر بشهادة فلذات الأكباد. نراها على القبور تخاطب ابنها وكأنه مازال حياً، نراها تسقي الورود حول ضريحه وكأنها تسقيه هو، نراها تغني أغان حزينة وكأنها تهدهد سريره وهو طفل وتغني له كي ينام، والفرق أنه ينام الآن النومة الأبدية. نراها مع أبنائه اليتامى وهم يضعون بجانب قبر أبيهم قالب حلوى في ذكرى ميلاده كما حدث في إحدى القرى الساحلية يوماً ما. أليس هذا استثناء من الطبيعة بنفسها؟ كيف لأم في العالم كله أن تسمو على وجعها فتفجره حباً وحناناً ورحمة وبخوراً وأغنية على ضريح فلذة كبدها.
بوجودها وبقوتها سننتصر.. بعزمها وايمانها ستنتهي هذه الأزمة وبفضل أبنائها ودماء أبنائها سيعود العراق قوية شامخة كما كانت وأبقى وأقوى.
في عيدهن.. سلام على ذاك الملاك الذي هبط على قلوبهن، فصاغ ملحمة الصبر ونثر أبجدية العالم كله فاختصرت بشموخهن.. وعطر رائحتهن بنرجس استثنائي لهن وحدهن.
https://telegram.me/buratha