المقالات

حكومات الوعود .. ومعضلة العقود

1762 2019-02-27

حميد الموسوي

 

صحيح ان مشكلة البطالة ليست وليدة العهد الجديد؛ ولا هي من تداعيات سقوط السلطة السابقة ؛بل هي مشكلة عالمية تتلاعب الظروف السياسية والاقتصادية والنمو السكاني باتساعها وانخفاظها وانحسارها حسب اوضاع كل دولة وظروفها؛ولكل بلد نصيبه وحصته من تلك المؤثرات حجما ونوعا.في العراق تضخمت مشكلة البطالة تحت ضغوطات الحصار الجائر الذي امتد من سنة 1991حتى 2003

حيث صارت ازمة تؤرق الخريجين ؛وتقنط الحرفيين ؛وتلجئ الطلبة الى ترك الدراسة والانخراط في مشاريع تجارية بسيطة للانفاق على اسرهم.تراكمات البطالة لاكثر من ثلاثة عشرة سنة عجاف اضيفت وتضاف في كل عام من اعوام العراق الجديد الى افواج العاطلين الجدد من خريجي الكليات والمعاهد الصناعية والزراعية والتجارية والذين تضاعفت اعدادهم بفضل الجامعات والكليات والمعاهد الاهلية ؛ناهيك عن النمو السكاني المتسارع والذي سجل اكثر من 17 مليون نسمة زيادة خلال الخمسة عشر سنة الماضية مع وجود الفساد المالي والاداري وتوقف اقامة المشاريع بانواعها؛ والمحسوبية والمنسوبية والرشى في التعيينات.. كل هذه العوامل حولت مشكلة البطالة الى معضلة عصية تتفاقم سنة بعد اخرى .الادهى من ذلك ان الخريجين الذين تم استخدامهم بصفة عقود والذين عملوا بجد وحرفية تفوق الموظفين الدائميين تعجز الحكومة عن تثبيتهم على الملاك الدائم برغم مرور اكثر من تسع سنوات على خدمتهم المتفانية في جميع الوزارات ؛والاسوئ من ذلك ان بعضهم لم يتقاضوا رواتبهم منذ شهور !. يقابل هذا الاجحاف والجحود ان ميزانية الدولة تصرف ترليونات الدولارات شهريا رواتب تعويضية لجماعة رفحا المقيمين في اميركا واوربا بحيث تتقاضى بعض العوائل 13 مليون دينار شهريا فضلا عن السلف الزراعية والصناعية والتجارية بمليارات الدنانير مع ان معظم الاسماء وهمية وتعود لاقارب المسؤولين ؛وفي كل فترة تضاف وجبات جديدة؛كذلك تصرف مليارات الدولارات كرواتب فلكية ومخصصات وايفادات للرئاسات الثلاث ودوائرها وحماياتها وتفرعاتها .
ايها المسؤولون تداركوا معضلة العقود والبطالة بمثل هذه الحلول وغيرها:
* تشجيع الاستثمارات الداخلية والخارجية وتسهيل شروط اقامة المشاريع الاستثمارية في العراق .
*دعم الصناعة الوطنية بقطاعيها الخاص والعام

 .اقامة المشاريع الحكومية الضرورية في بغداد والمحافظات .
*اعادة جدولة رواتب المسؤولين في السلطات الثلاث من اعلى الهرم الى درجة مدير .
*تخفيض اعداد الحمايات الشخصية وربطها بوزارة الداخلية .
* تخفيض اعداد اعضاء مجالس المحافظات والمجالس المحلية او الغائها.اعادة النظر في رواتب جماعة رفحا وتخصيص راتب واحد للعائلة بدل صرف راتب لكل فرد فيها .
*دراسة ملفات مؤسسة الشهداء والسجناء بدقة لتثبيت المستحقين وفرز المدعين و الاسماء الوهمية واسترداد جميع الرواتب التي تقاضوها .

دراسة ملفات شبكة الرعاية الاجتماعية وابعاد غير المستحقين وفرز الاسماء الوهمية .
*استعادة الاموال العراقية المجمدة في الخارج والاموال المختلسة والمنهوبة على يد المسؤولين الفاسدين

 .استثمار الاموال المتأتية من هذه الاجراءات وهذ التصفية في تثبيت العقود وتوظيف الالوف من الخريجين المستحقين وحسب سنة التخرج والظروف العائلية .

لا شك ولا ريب ان هذه الحلول بسيطة ومقدور عليها ان حسنت وصدقت النوايا ؛ ومن المؤكد ان اصحاب الاختصاص يمتلكون حلولا واجراءات اكثر بكثير مما ذكرناه

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك