المقالات

الكتابة بحكمة وبلغة واضحة..!

1922 2019-02-26

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

قال لي: أنا أتابع معظم ما تكتب، ولكني أجدك لا تكتب أشياءا واضحة جدا، يتيسر للقاريء أن يفهمها بسرعة، أنتم المحترفون تلفون وتدورون حول ما تريدون، ثم تقولونه باردا في نهاية المطاف!

زممت شفتي الى بعضهما، وأصطنعت إبتسامة، ثم برقت فكرة الرد حارة كما يريد!

قلت له: نحن نكتب لا نحكي، والفرق كبير جدا بين ما يحكى وما يكتب، قال: لي لم أفهم! قلت له :كان أهلنا يذهبون الى (العرضحالجي)، ليكتب رسائلهم الى أقربائهم في المدن البعيدة، كانت رسائل ود أخوي، تبدأ بـ: ألأخ الوفي والدر الصفي، البدر الساطع، والنور اللامع، نحن في أحر الشوق لرؤيتكم، ولا يهمنا سوى ألم فراقكم، ويختمها بسؤالي عن صحتكم وطيب خاطركم، ويوقع (العرضحالجي) بدلا عن المرسل! وفي الأخير يكتب: ملحوظة: يسلم عليك فلان وفلان وفلان وفلان وأمك، لاحظ أنه ذكر أمه التي أنجبته في الأخير، لأن ذكر المرأة شيء مخجل!

نحن نكتب لنعيد كتابة الوقائع، حروفا وكلمات وجمل وعبارات، نحاول فيها مضاهاة الألم المتجمد، في صورة الطفل الذي ينظر الى الطبيب بصمت، وهو يقطع قدمه المهشمة، بتفجير في مدينة الكاظمية المقدسة، هل رأيت الصورة؟ حسنا، أنصحك أن تكتب بوضوح!

كيف يمكننا أن نكتب عن رجل زيتوني، يملأ وجهه شاربان طويلان، وعلى فخذه الأيمن يتدلى مسدس "طارق"، منقوش عليه صورة زعيمه، يركل في ليلة التاسع من محرم سنة 1997 قدر "القيمة"، فتندلق على الأرض؟..ها، كيف تريدني أن أكتب؟ يومها سمعت " القيمة" تندب يا حسين! الرجل كان ضابطا في زمن الطغيان، والآن أيضا صار ضابط ولكن برتبة أكبر، بل وقائد عمليات!

كيف يا صديقي تريدني أن أكتب بوضوح؟! وأنا مطلوب مني أن أنزف خفية، ولا أصرخ من الألم، لأني شيعي، وقادتي يطلبون من أن أكتم ألمي، لأن لذلك أهمية قصوى للمصالحة مع القاتل!

تعال يا صديقي معي؛ لنحدث الزمن الرخو، نواسي جروحنا العميقة، بالتعلق بما مضى ومن مضى، نستذكرهم بلغة مفهومة مثلما تريد، ونتمشى بالبساطة والوضوح الذي تبغي، في مقبرة وادي السلام في النجف، هناك خلف المغتسل القديم، حيث نسمع أم تحتضن قبر ولدها الوحيد، الذي جاءوها بجثته برأس مفصول عن الجسد، وهي تنوح نوح الحمام( دوارس ومن أصيح أبعدت عناي..التواسد بالكبر ما نشد عناي..يروحي من الطم والبجي عناي..البجي ودر أعيوني وعمل بيه).

تعال معي نكتب بوضوح و"شفافية"، عن مثابرتنا لحضور مجالس الفاتحة، كي نضمن أن يحضر ذوي الفقيد، مجلس فاتحتنا عندما تحين حائنتنا!

كلام قبل السلام: يريدوننا أن نكتب بحكمة وتعقل عن جراحنا، لأن بخلافه سيتهمنا الآخر بأننا طائفيون!

سلام..

 

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك