زيد الحسن
الجنرال ( جياب ) بطل الثورة الفيتنامية انتصر على فرنسا وامريكا معا ، زار عاصمة عربية توجد فيها فصائل ثورة ، فلما شاهد حياة البذخ والرفاهية التي يعيشها قادة تلك الفصائل وقارنها بحياته مع ثوار الفييت كونج في الغابات الفيتنامية قال لتلك القيادات ؛ من الصعب ان تنتصر ثورتكم ، قالوا له لماذا ؟ اجابهم لان الثورة والثروة لايلتقيان ،الثورة التي لا يقودها الوعي تتحول الى ارهاب ، والثورة التي يغدق عليها المال تتحول الى لصوص ومجرمين .
شاهد عيان عن ثورة الانتفاضة الشعبانية يقول ؛ ان جميع ابطال تلك الانتفاضة قد نالوا الشهادة بعد قمع انتفاضتهم المباركة ، وكما هو معلوم هناك بعض الجواسيس وبعض الخونة وبعض ضعاف القلوب الذين دخل الجبن والخوف الى قلوبهم فابتعدوا عن مسار الثورة .
اليوم لو اردنا البحث عن القادة الحقيقين وعن معرفة من هم الخونة والجبناء لا يشق علينا الامر فقد بات كل شيء واضح للعيان ، اسماء القادة نقشت في ضمائرنا ولهم شواهد سيتغنى بها التاريخ ما بقي الليل والنهار ، اما لصوص المال فهم قد كشفت سوأتهم وبانت خصالهم وعلمنا نواياهم .
شاهد عيان اخر ؛ ليس لاحد فضل في اسقاط نظام البعث والاطاحة بالصنم ، فهي قد جاءت نتيجة اطماع امريكية للسيطرة والهيمنة على العراق والمنطقة ، ومن كان يتحدث عن مؤتمرات كان يحضرها قبل السقوط فهو صادق فعلا ، لكن السبب كان برغبة امريكا لاستخدامهم كجواسيس وعملاء لها جندتهم لمصالحها الخاصة ، وليس حباً وعشقاً وهياماً بالعراق او خوفاً ورعباً من هؤلاء المؤتمرين معها .
قادة اليوم من اين جاءوا وما هي ملامح القيادة التي أتوا بها لنا ؟ لاشيء لقد وصلو لنا بعد ان زال الرعب والخوف من قلوبهم بنهاية الحكم البعثي ، اتوا الى العراق يرتدون شسع نعل ممزق وعاثوا في الارض فساداً حتى اصبحوا اثرى اثرياء العالم ، ولا منافس لهم في الدناءة والخسة ، فهل سنعقد العزم على تتويجهم بتاج القائد ، فهذا محال .
كتاب عنوانه ( حرب الضعفاء ) الكتاب تدور احداثه حول كيفية استطاعة مجموعة ضعيفة الصدام مع قوة عظمى ، والخلاصة تقول اذا رأيت واحدا يدعي ثورة او يبكي على الفقراء والمساكين وهو يسكن في قصر ويأكل اشهى الاطباق ويعيش الرفاهية فاعلم انه خبيث ومنافق ومن احقر البشر .
ساستنا الاكارم هل تنطبق عليكم تلك الصفات ، ام انكم ابطال ثورة ؟ لقد بانت نواجذ الايام وكشفت ريح لهاثكم خلف المال والجاه والسلطة ، وما أنتم الا ورق من صفيح مزابل العراق وسوف نعيد تدويركم قريباً .
https://telegram.me/buratha